بعبارات ساخرة وشامتة، أثنى الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي على تفجير الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، بشكل غير مباشر، على الرغم من أن بلاده لم تتبن رسيماً العملية.

ففي كلمة ألقاها بوقت متأخر أمس السبت اعتبر زيلينسكي أن "اليوم كان جيدًا ومشمسًا في الغالب في أوكرانيا"، مضيفا " كانت درجة الحرارة حوالي 20 درجة مئوية ومشمسة، لكن لسوء الحظ ، كان الجو غائمًا في شبه جزيرة القرم رغم أنه كان لا يزال دافئًا".

مستقبلنا مشمس

وتابع قائلا "مهما كانت الغيوم، فإن الأوكرانيين يعرفون ما يجب عليهم فعله، وهم يعلمون أن مستقبلنا مشمس.. مستقبل دون غزاة على كل أراضينا، ولا سيما في شبه جزيرة القرم"، بحسب ما نقلت رويترز.

إلا أن تلك العبارات لا شك ستلقى صداها في الكرملين، لاسيما أن ضرب هذا الجسر المهم، شكل بحسب عدد من المراقبين ضربة موجعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن تمر مرور الكرام، بل قد يرد الصاع صاعين.

أتت تصريحات زيلينسكي بعد أن عمد عدد من المسؤولين الأوكران إلى التعليق أيضا بطريقة ساخرة على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية.

يشار إلى انفجار الشاحنة الذي وقع صباح أمس ألحق أضرارا جسيمة بهذا الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي يضم كذلك طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة.

كما يمثل طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهم كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.

فيما أعلن محققون روس أن ثلاثة لقوا حتفهم، يُعتقد أنهم بداخل سيارة كانت بالقرب من الشاحنة التي انفجرت

"جزء تاريخي وعزيز"

لكن على الرغم من الضرر الذي لحق بالجسر، استؤنفت حركة مرور السيارات بشكل محدود بعد نحو عشر ساعات من الانفجار، وسمحت وزارة النقل باستئناف حركة السكك الحديدية بعد ذلك بوقت قصير أيضا .

جسر القرم(أرشيفية)

يذكر أن روسيا ضمت القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربط شبه الجزيرة بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.

وتصور موسكو القرم، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، باعتبارها جزءا تاريخيا وعزيزا من روسيا، وتم التركيز على ترويج هذه الصورة بشكل خاص في العام الحالي مع تمتع سكانها بإمكانية قضاء عطلاتهم بأعداد كبيرة في مأمن نظريا بعيدا من القتال والمعارك!