وسط الغموض الذي لف ما شهده أحد أسوأ السجون في إيران، السبت الماضي، أظهرت صور جديدة التقطت عبر الأقمار الصناعية حجم الدمار الذي لحق بسجن إيفين سيئ السمعة، بعد أن شبت النيران في أحد أكبر بنايات المجمع .
فقد كشفت الصور احتراقاً كاملاً لأحد أسطح الأبنية في المجمع الذي يعرف بـ"جامعة المثقفين"، نسبة إلى العدد الكبير من المعتقلين السياسيين والمثقفين في البلاد ضمن أروقته، لاسيما في الجناح 209.
وكانت مقاطع مصورة أظهرت في البداية، أشخاصا على سطح بناية يقذفون سوائل على ألسنة اللهب، بحسب ما نقلت وكالة "أسشوشييتد برس".
"الموت للديكتاتور"
ليتردد لاحقا صدى إطلاق النار، وأصوات تصرخ "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد أن أصبحت تلك الصرخة شائعة في البلاد، وتتردد باستمرار خلال الاحتجاجات التي انطلقت منذ منتصف الشهر الماضي (سبتمبر 2022) تنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
علماً أن السلطات الإيرانية زعمت أن الحريق الذي بدأ أولاً في ورشة للخياطة، أثاره "مشاغبون" مدانون بجرائم جنائية ومالية، مبعدة بذلك تورط معتقلين سياسيين، دون أن تعلن عن الإجراءات التي اتخذتها بحق هؤلاء السجناء.
في حين قال مصطفى نيلي، محامي بعض السجناء السياسيين إن هؤلاء استنشقوا الغاز المسيل للدموع أثناء الحادث.
يذكر أن القضاء الإيراني كان أعلن أمس الاثنين أن حصيلة قتلى الحريق ارتفعت إلى ثمانية.
أتى هذا الحريق مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، بسبب وفاة الشابة مهسا.
فقد أشعلت وفاتها، في 16 سبتمبر، بعد 3 أيام فقط من اعتقالها وسط طهران توتراً غير مسبوق في البلاد منذ المظاهرات الجماهيرية التي رافقت احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009.