اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا، اليوم الأحد، باستخدام الغذاء كسلاح لتعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة.
وقال بلينكن إن أي إجراء من جانب موسكو لتعطيل هذه الصادرات المهمة للحبوب هو في الأساس رسالةٌ مفادها أنه يتعيّن على الأشخاص والعائلات في جميع أنحاء العالم دفعَ المزيد من أجل الغذاء أو الجوع.
ولا تزال تداعيات انسحاب موسكو من اتفاق الحبوب رداً على هجمات القرم مستمرة. فبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت، دعم جهود الأمم المتحدة لإبقاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية سارياً، مشددا على أن لا حق لأي طرف من الأطراف اتخاذ إجراء يعرقل الاتفاق، علّقت الولايات المتحدة على الأمر.
واعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أن روسيا باتت تستخدم "الغذاء سلاحا". وقالت أدريين واتسون في بيان، إن روسيا تحاول مجددا استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحا، الأمر الذي يؤثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة وأسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلا وانعدام الأمن الغذائي، وفق تعبيرها.
في حين توقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ردا قويا من الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 على انسحاب روسيا. جاء ذلك بينما أوضحت الأمم المتحدة أنها تتواصل مع روسيا بعد قرارها تعليق المشاركة في اتفاق الحبوب. وأضافت أن على جميع الأطراف تجنب أي موقف يعرقل تصدير الحبوب من البحر الأسود. إعلان رسمي أتت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان روسيا رسمياً تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الموقع في اسطنبول في يوليو الماضي، وذلك ردّاً على الهجمات التي طالت سفنها في شبه جزيرة القرم. وأفاد نائب المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، السبت، بأن بلاده أبلغت المنظمة الدولية رسمياً بتعليق مشاركتها في تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود من موانئ أوكرانيا، وطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بعد غد الاثنين لمناقشة هجوم تسبب في تعليق مشاركتها في الاتفاق.
بدورها، أكدت الخارجية الروسية تعليق المشاركة في الاتفاق إلى أجل غير مسمى، مشيرة إلى أنه لا يمكن ضمان أمن السفن في البحر الأسود بسبب هجمات أوكرانيا. أكبر هجوم بالمسيرات يذكر أن شبه جزيرة القرم كانت شهدت في وقت سابق من السبت أكبر هجوم بالمسيرات منذ انطلاق الصراع الروسي الأوكراني في فبراير الماضي، حيث وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى بريطانيا. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الأوكراني ضد أسطول البحر الأسود شارك في إعداده متخصصون بريطانيون، محملة لندن المسؤولية. وأشارت إلى أن السفن التي استهدفتها المسيّرات في خليج سيفاستوبول بالقرم جزء من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، معلنة أن كاسحة ألغام تابعة للأسطول تضررت، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك.
بدوره، أعلن ميخائيل رازفوجايف، حاكم مدينة سيفاستوبول الموالي لموسكو، في وقت سابق اليوم، أن الهجوم الأوكراني الذي استهدف منشآت أسطول البحر الأسود هو "الأكبر" منذ بدء الصراع في أوكرانيا. اتفاق برعاية أممية وأضاف أنه نفّذ عبر طائرات مسيّرة ومركبات سطحية موجهة عن بعد، على مياه خليج سيفاستوبول، وهي أكبر مدينة في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014. كما تعرّض الأسطول الروسي المتمركز في ميناء تلك المدينة إلى هجوم بمسيّرة في يوليو الماضي. وفي أغسطس كذلك تعرضت قاعدة ساكي الجوية لهجوم. يشار إلى أن اتفاق تصدير الحبوب وقع في 22 يوليو الماضي بإسطنبول برعاية أممية، حيث تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود والتي توقفت عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية يوم 24 فبراير.