"امرأة حياة حرية" و "الحرية لإيران"... احتجاجات الإيرانيات تلقي بظلالها على كأس العالم (صور)

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

لم يغن لاعبو إيران نشيدهم الوطني ولم يحتفلوا بهدفيهم. وفي المدرجات، أظهر العديد من المشجعين الإيرانيين تضامنهم مع الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ شهور، بحسب "أ ب". 

 

 

لم تكن المباراة الافتتاحية لكأس العالم التي أطلقتها إيران يوم الاثنين ضد إنكلترا تتعلق بكرة القدم فحسب، بل تعلقت أيضاً بالصراعات السياسية التي تجتاح الجمهورية الإسلامية.

 

 

وبالنسبة لبعض النساء الإيرانيات، اللواتي يُمنعن من حضور مباريات كرة القدم في بلادهنّ، كانت تلك فرصة أولى ثمينة لرؤية المنتخب الوطني يلعب مباشرة أمامهنّ.

 

وقالت أفساني (34 عاماً)، التي سافرت إلى قطر من طهران لمشاهدة مباراة الفريق الإيراني لأول مرة: "هل تعرف كم هو مؤلم أن تكون أكبر مشجع لكرة القدم ولا تذهب إلى مباراة منذ 34 عاماً؟".

مثل غيرها من المشجعين الإيرانيين، رفضت أفساني ذكر اسمها الأخير خوفاً من انتقام الحكومة.

 

خسرت إيران 6-2 أمام فريق إنكلترا المتفوق، لكن النتيجة لم تكن الأكثر أهمية بالنسبة لمايرام، وهي من سكان طهران البالغة من العمر 35 عاماً والتي شاهدت أيضاً أول مباراة كرة قدم لها مباشرة. ولكنها شعرت بخيبة أمل لأن اللاعبين لم يظهروا تضامناً علنياً أكبر مع الاحتجاجات في البلاد.

 

وقالت: "لديك فتيات يُقتلن في الشارع... من الصعب القول لكن هذه ليست مناسبة سعيدة. إنه لأمر محزن حقاً".

تتنافس إيران في كأس العالم وسط حملة قمع عنيفة ضد حركة احتجاجية نسائية كبيرة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 419 شخصاً، وفقاً لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي جماعة تراقب الاحتجاجات.

 

واندلعت الاضطرابات بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في 16 أيلول (سبتمبر) في حجز لشرطة الآداب في البلاد. وركزت الاحتجاجات في البداية على الحجاب الذي تفرضه الدولة على النساء، لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى أحد أخطر التهديدات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية منذ سنوات الفوضى التي أعقبت تأسيسها عام 1979.

 

ارتدى العديد من المشجعين الإيرانيين في الدوحة قمصاناً ولوحوا بلافتات عليها شعار الانتفاضة: "المرأة، الحياة، الحرية". وارتدت أخريات قمصاناً تحمل أسماء متظاهرات قتلن على أيدي قوات الأمن الإيرانية في الأسابيع الأخيرة.

في الدقيقة 22 من المباراة، في إشارة إلى عمر أميني عندما ماتت، هتف بعض المشجعين باسمها.

 

وهتف مشجعون آخرون يرتدون الشادور المحافظ والحجاب بلون العلم الإيراني لمنتخبهم الوطني. ورفض الكثير منهم الحديث عن الوضع السياسي.

 

 

قبل المباريات الدولية، عادة ما يغني اللاعبون الإيرانيون النشيد الوطني ويضعون الأيدي اليمنى على قلوبهم. أما اليوم، فوقفوا بصمت، وأذرعهم ملفوفة حول أكتاف بعضهم البعض، ما دفع التلفزيون الحكومي الإيراني إلى قطع صورة مقربة لوجوه اللاعبين إلى لقطة واسعة للملعب. وخلال المباراة، لم يحتفل اللاعبون بالهدفين، الأمر الذي أصبح شائعاً في مباريات الدوري الإيراني منذ بدء الاحتجاجات.