ينتج تكوّن الحصى في الكلى عن ترسبات صلبة مكونة من معادن وأملاح تتشكل في الكلى، ثم قد تنتقل بعدها إلى مجاري البول. بحسب رئيس قسم أمراض المسالك البولية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في بيروت الدكتور إيلي نمر، في الواقع تكوّن الحصى لا يسبب آلاماً في كل الحالات، كما يعتقد البعض، بل يحصل ذلك في حالات معينة، فيما يشير إلى أشخاص معينين يعتبرون أكثر عرضة لتكوّن الحصى بشكل متكرر بسبب عوامل مسببة لا بد من أخذها في الاعتبار.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن الحصى في الكلى؟
ثمة استعداد لتكوّن الحصى لدى كثيرين وهناك عوامل عديدة مسببة يمكن أن تؤدي إلى ذلك. قد يكون التشخيص ممكناً أحياناً باللجوء إلى فحوص عدة، بما يسمح بتحديد الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن الحصى في الكلى، بحسب نمر أحياناً لا يظهر سبب أحياناً بحيث لا يكون من الممكن الوقاية بالطرق المعتادة منعاً لمعاودة تكوّن الحصى في
الكلى.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن الحصى:
- الغدد الكلسية والتي يؤدي فرط النشاط فيها أحياناً إلى إفرازات زائدة من الكالسيوم ما يؤدي إلى تكوّن الحصى في الكلى بسبب الترسبات الناتجة من ارتفاع مستويات الكالسيوم.
- ارتفاع مستويات حمض اليوريك.
- الإصابة بأمراض وراثية تتسبب بتكوّن نوع آخر من الحصى.
- التعرّض لالتهابات في جهاز البول ترتبط بميكروبات معينة تتسبب بتكوّن أنواع معينة من الحصى.
هذا، ولا بد من الإشارة إلى أن الماء يعتبر من العوامل المهمة التي تساهم في تكوّن الكلى أو في الوقاية منها أيضاً. فيعتبر الماء من العوالم الجوهرية التي لا بد من التركيز عليها للوقاية من تكوّن الحصى في الكلى، خصوصاً لمن لديهم استعداد لذلك. وبشكل خاص، يشير نمر الى أن الفحوص التي تجرى قد لا تظهر سبباً واضحاً لهذا الميل لتكوّن الحصى، وإن كانت هناك مشكلة، فيكون الإكثار من الماء السلاح الوحيد في مواجهة هذه الحالة لأنه يساعد على تذويب هذه الترسبات ومنع تجمّعها أو تكرار ذلك.
ما هي الحالات التي تسبب فيها الحصى آلاماً حادة؟
يترافق تكوّن الحصى في كثير من الأحيان مع آلام حادة يصعب تحمّلها. إنما في الواقع لا يسبب وجود الحصى في الكلى ألماً، بل غالباً ما لا تكون هذه الحالة مؤلمة. في المقابل، تبدأ الآلام عندما تنتقل الحصى إلى مجاري البول بحيث تسبب عائقاً أمام البول، ويؤدي الضغط عند التبوّل الناتج من ذلك إلى الآلام الحادة، فيما لا تعتبر الحصوة بذاتها سبباً للألم.
ما هي الحالات التي يتطلب فيها تكوّن الحصى اللجوء إلى العلاج؟
في حال تسبب الحصى آلاماً من الطبيعي ألا يكون هناك حل غير اللجوء إلى العلاج. بشكل عام عندما تكون الحصوة بحجم دون الـ5 ملم وهي في الكلية ولا تسبب ألماً، لا يتم التدخل وتكفي المراقبة وحدها. كما يمكن أن تتحرك وتمر بشكل طبيعي عبر المجاري فيتم التخلص منها. لكن إذا كانت كبيرة الحجم ويتخطى حجمها الـ5 ملم، تدعو التوصيات إلى معالجتها لأنها تسبب آلاماً حادة في حال تُركت وفي وقت لاحق قد يصبح العلاج معقداً أكثر بعد. ويرجّح الأطباء عندها أن التدخل يكون ضرورياً لأنها لا تنزل عبر المجاري تلقائياً ولا بد من تفتيتها. أما إذا كان تكوّن الحصى في المجاري فالمعالجة تكون ضرورة ولا يمكن تركها أبداً بما أنها حكماً تسبب ألماً عندها. وفي 70 في المئة من الحالات، لا تكون هناك حاجة إلى تدخل طبي للتخلص منها كالليزر او المنظار، بل يكفي اللجوء إلى الأدوية التي تساعد على توسيع المجاري والحد من الألم، إضافة إلى الإكثار من شرب الماء. مع الإشارة إلى أن التحقق من موضع الحصى وكافة التفاصيل المتعلقة بها يكون من خلال الفحوص والسكانر.
ومن الطرق المعتمدة للتخلص من الحصى التفتيت من الخارج بطريقة سهلة أو بواسطة المنظار عبر المجاري ومن خلال المثانة تحديداً وهي تعتبر من العمليات السهلة بحسب نمر. وغالباً ما يجب تفتيت الحصى إذا كانت في الكلية ويكون المنظار هو الحل إذا كانت أكبر حجماً. وثمة حالات يجرى فيها ثقب عند الخصر وهي العملية التي قد تتطلب المكوث في المستشفى بعكس التدخلات السابقة. لكن نادراً جداً ما تستدعي الحالة تدخل جراحي.
وفي كل الحالات، يرتبط الاختيار بالتدخل وبالوسيلة المعتمدة لمعالجة الحصى بحجمها بشكل أساسي.
وفي مقابل العلاج للتخلص من الحصى، تبرز الحاجة إلى العلاج الوقائي تجنباً لتكوّن الحصى مجدداً. فتجرى كافة فحوص الدم والبول اللازمة لكشف الأسباب، فإذا ظهر السبب وراء هذه الحالة تكون المعالجة على هذا الأساس بالحمية والدواء، وإلا فيكون الحل بالإكثار من شرب الماء والمراقبة باللجوء إلى الصورة الصوتية للكلية للمعالجة المبكرة تجنباً لتطور الحالة وبلوغها مرحلة يصبح فيها العلاج أكثر صعوبة.