بصمة سعودية تحرك عجلة التنمية الزراعية في اليمن

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

أسابيع قليلة تفصل المواطن اليمني أسامة حميد عن جني محصول الذرة من مزرعته الكائنة، غربي البلاد، وذلك للمرة الأولى بعد تطهيرها من ألغام وعبوات الحوثيين.

 

كان حميد وهو أحد سكان بلدة "القطابا" في مديرية الخوخة في الريف الجنوبي من محافظة الحديدة واحد من آلاف المزارعين في الساحل الغربي ممن ذاقوا مرارة ألغام مليشيات الحوثي بعد أن تُركت حقولهم مفخخة.

أمام هذا الواقع المأساوي، تحرك المشروع السعودي "مسام" لنجدة من يواجهون خطر انفجار الألغام والعبوات الحوثية ومُساعدتهم على كسب قوتهم من مزارعهم الخاصة، بمن فيهم المواطن أسام حميد (45 عاما).

 

المواطن اليمني أسامة حميد

 

يقول حميد لـ"العين الإخبارية"، إن "الحوثيين فخخوا كل شيء، المزارع والآبار والطرقات، لكن تدخل مشروع مسام السعودي أسهم في تطهيرها وعاد المواطنون إلى مزارعهم بعد أن كان من المستحيل أن يصلوا إليها".

 

 بصمة سعودية

بصمة سعودية إنسانية سرعان ما حركت عجلة النمو في 6 مديريات هي ذوباب والمخا والوزعية وموزع في محافظة تعز ومديريتي حيس والخوخة في الحديدة.

ويزرع المزارعون في مناطق الساحل الغربي سيما قرى القطابا، الدنين، اليابلي محاصيل الدخن والبصل والذرة، ملوخية، بامية، الطماط، البسبابس، والسمسم، وذلك بعد أن تطهرت أراضيهم أخيرا من ألغام وعبوات الحوثيين.

 

جهود إنسانية لـ"مسام" لم يغفلها سكان الساحل الغربي الذي قدموا الثناء الكبير للمهمة النبيلة الذي يقوم بها المشروع السعودي في مسح وتطهير الأراضي الزراعية وآبار المياه والطرقات والمدارس.

 

ويقول مدير مكتب الزراعة في مدينة الخوخة اليمنية نصر خان لـ"العين الإخبارية"، إن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في محافظتي الحديدة وتعز ظلت خارج الخدمة بسبب ألغام مليشيات الحوثي التي زرعت عبوات مموهة تماثل الأشجار وتركت المزارع مفخخة بحقول الموت.

 

وأضاف أن "الكثير من المزارعين كانوا لا يستطيعون العمل أو الذهاب لمزارعهم، لكن الآن مشروع مسام ساعد مئات المزارعين بالعودة إلى مزارعهم ولم يقتصر دوره على المزارع لكنه طهر الآبار والطرقات والمدارس".

 

وتابع: لولا المشروع السعودي "مسام" ما تمكن المزارعون من استخدام وزراعة مزارعهم في الساحل الغربي، حيث تنقلت فرقة من منطقة إلى أخرى لتطهير الألغام الحوثية ما أعاد الحياة إلى طبيعتها.

 

أبعاد تنموية

لطالما ظلت الألغام والعبوات الحوثية شبحا يؤرق حياة المزارعين في بلدات الساحل الغربي لليمن، فقد حمل تدخل مشروع مسام السعودي أبعادا إنسانية واجتماعية باعتباره أحد أوجه التنمية المستدامة في البلاد.

 

وجاء تطهير الأراضي الزراعية في صدارة أولويات الفرق الإنسانية للمشروع السعودي، نظر لأن معظم سكان المناطق الساحلية يعتمدون على الزراعة ورعي المواشي كمصدر رزق لأسرهم وأطفالهم.

يقول قائد فريق "مسام 26" في الساحل الغربي سامي سعيد إن "المشروع يقوم بتأمين هذه المزارع وعودة الحياة إلى طبيعتها، لأن معظم المواطنين امتداد الساحل الغربي يعتمدون على الزراعة ورعي المواشي كمدخل وحيد لكسب الرزق لهم ولأطفالهم إلى جانب الصيد".

 

وأضاف: "كان السكان طيلة الأعوام الماضية مقيدين في مساحات محدودة بعد أن أعاقت الألغام الحوثية حياتهم، ولهذا تدخل مشروع "مسام" السعودي في تطهير الألغام وبذل جهود كبيرة في تطهير هذه المزارع".

وشكر المهندس اليمني المشروع السعودي مسام نظير مهمته الإنسانية ولما يبذل من جهود في نزع وتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والعبوات التي زرعتها مليشيات الحوثي وتأمين المدنيين من هذا الموت الدفين.

 

وأشار إلى أن الفرق العاملة في الميدان وهي تنزع الألغام الحوثية تؤدي قيمة إنسانية نبيلة في زراعة الآمال لدى المدنيين وهي أبعاد إنسانية واجتماعية تساهم في تحقيق تنمية مستدامة وتحريك عجلة النمو في البلاد.