شهدت مدينة عدن، مراسم التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي المنبثق من الحوار بين المكونات والمنظمات والتكتلات الجنوبية المختلفة، بحضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي.
وانطلق الحوار يوم الخميس في 4 أيار (مايو) الجاري في قاعة البتراء في فندق كورال بمشاركة أكثر من 30 مكوناً جنوبياً، وافتتح بكلمة مقتضبة للزبيدي، أكد فيها أهمية تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتماسك لحمته، مشدداً على "نهج الحوار وسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية، وتجسيداً لنهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي شكل الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف الشعب الجنوبي وتشتيت قواه المناضلة، كمدخل لإضعاف القضية الأم، وإشغال الشعب في صراعات هامشية، عن هدفه وغايته الأسمى استعادة دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل أيار 1990".
واعتبر الزبيدي أن "شعبنا اليوم أمام محطة تاريخية مهمة، وحدث استثنائي لبدء مرحلة جديدة ومختلفة، تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات، وأشد صلابةً وثباتاً في نضاله للوصول إلى غاياته وتطلعاته السامية، التي قدم في سبيلها دماءً طاهرة غزيرة للآلاف من خيرة أبطال الجنوب".
وحيا الزبيدي "الجهود الكبيرة التي بذلها فريقا الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، واللذان خاضا ماراثونَ طويلاً من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكوّنات الوطنية الجنوبية أذابت الجليد، وحققت توافقات على معظم القضايا والأطروحات".
لحظة تاريخيّة
"اليوم عشنا لحظة تاريخية ما كان لنا أن نعيشها لولا جهود الرئيس عيدروس الزبيدي وصدق الأحرار من أبناء شعب الجنوب الذي ضحى وما زال يقدم قوافل من الشهداء والأحرار"، قال عضو الحوار الجنوبي الجنوبي مختار عبد الله لـ"النهار العربي".
وتجلت اللحظة التاريخية، بحسب عبد الله، "بوقوف الجنوبيين صفاً واحداً في قاعة واحدة، بعدما عاشت المكونات الجنوبية حالة من التشتت أدت في بعض مراحلها إلى الاقتتال لولا حكمة الجنوبيين".
وتابع عبد الله: "شاركنا في الحوار انطلاقاً من مبدأ القبول بالآخر وإيماناً منا بعدالة القضية الجنوبية التي تفرض علينا مواكبة المتغيرات الدولية ووحدة الصف الجنوبي".
وقال المشارك في الحوار سالم محمد لـ"النهار العربي": "لم أتمالك نفسي من الفرح وأنا أشاهد المكوّنات الجنوبية توقع على الميثاق الوطني بدءاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وختاماً بحزب الخضر الجنوبي في لحظة فارقة من عمر الثورة الجنوبية".
وأضاف: "عشنا 4 أيام في هذه القاعة في حوارات وأخذ وعطاء تجاه كل نقطة من نقاط هذا الميثاق الذي نعتبره خريطة طريق ومرجعاً لنا جميعاً في الساحة الجنوبية".
الميثاق الوطني
وتضمن الميثاق الوطني عدداً من الوثائق أهمها "مشروع أسس ومبادئ الميثاق الوطني الجنوبي"، و"مشروع اتجاهات الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة"، و"مشروع أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم"، و"مشروع اتجاهات أسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة".
وجاء التوافق الجنوبي - الجنوبي في ظل الحديث عن توجه المجتمع الدولي إلى وقف الحرب في اليمن، والذهاب إلى مفاوضات بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية.