إحباط مخطط لاستهداف وفود أجنبية في عدن

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات

قال مستشار محافظ محافظة عدن للمنافذ أحمد عبدالله أحمد الوالي  ان "الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة عدن يوم الخميس السابع من سبتمبر بين (الأورمو والأمهريين) كادت أن تصنع كارثة كبيرة وصراع عرقي فيما بينهم، والذي انتقل من إثيوبيا إلى العاصمة عدن والتي أرادت إحدى الجهات ضمن مخطط يستهدف العاصمة عدن والجنوب استهداف حقيقي بإثارة الفوضى والشغب، وكان الهدف كبير جدًا وواضح".

وقال مستشار محافظ العاصمة عدن "نحن الآن نعاني من المهاجرين الأفارقة ما يلي:- الأعداد مهولة جدًا وما يشكلونه من خطورة اجتماعية من سابق. تفشي المخدرات. ارتكاب أعمال العنف. عادات دخيلة على المجتمع والكل يدركها. افتراش الساحات والسواحل. وسرد المستشار أحمد الوالي الإحصائيات قائلًا "إنه في هذا العام 2023م رُصِـدت أعداد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين بنحو أكثر من (84000) مهاجر. وفي 7 / 7 / 2023م وعلى حسب إحصائية دولية بلغ عددهم (77000)". وأكمل المستشار الوالي قائلًا "في الأعوام الماضية كانت إحصائياتهم على النحو التالي:- في عام 2019م (138). في العام 2020م كان عددهم (37000). في العام 2021م وصلت أعدادهم إلى (27000). في العام 2022م تم رصد (64000)". وتابع حديثه قائلا : أن كل هذه الأعداد التي تصل إلى العاصمة عدن، بعضها كان هدفها الوصول إلى المملكة العربية السعودية وإلى سلطنة عمان وكان بعضهم يبقون في عدن والمحافظات الجنوبية.

مشيرًا إلى أن المليشيات الحوثية تجند أعدادًا كبيرة جداً منهم، وتستخدمهم وتدربهم، وآخر المعلومات التي علمناها من مدينة البيضاء أن هناك كتائب بلال وإلى آخره في صنعاء وفي عدد من الأماكن وهي تسخرهم لتستخدمهم في عدة أغراض تجاه المحافظات الجنوبية، فهنا هذه المسألة أصبحت خطيرة جدًا.

وحول حادثة العنف في 7 سبتمبر 2023م أشاد رئيس مكتب تنسيق وتسهيل حركة المنافذ بتدخل الأجهزة الأمنية، قائلًا "نشيد بها إشادة كبيرة جدًا على الحنكة والمستوى العالي من التعامل في هذا الحدث الكبير كإدارة أمن العاصمة عدن، والأحزمة الأمنية، وقوات العاصفة وكل المكونات الأمنية داخل العاصمة عدن، من خلال قيامهم بضبط الخارجين عن النظام والقانون، إضافة إلى تعاون منظمة الهجرة الدولية معنا، ونحن لا ننكر تعاون المنظمة ولها فترة طويلة في العمل المشترك ونشكرهم على كل جهودهم وما يقدموه من تعاون".

وقال مستشار محافظ العاصمة عدن للمنافذ "إن الذي حز في نفسي البيان الأخير الصادر عنهم، ونحن نعطي لكل ذي حقٍّ حقه، فأنا انتقدتكم على البيان، ولم أنتقدكم على تدخلكم في حل المشكلة، وقيامكم بجمع الأطراف، لكن هناك قصور، وهذا القصور نستعرضه في الهجرة الدولية وللمجتمع الدولي، والجهات الأخرى".

وأضاف أن هذه الأحداث كلها تمخضت عنه ولا بد من ردة فعل، ولا بد من السلم الأهلي وأمن العاصمة عدن خط أحمر، وقد تطورت إلى محافظة لحج، وربما كانت ستمتد إلى بقية المحافظات، ولكن الحمد لله رب العالمين تم احتواء الموقف، وَعُـقِـدَت اجتماعات طارئة في رئاسة الجمهورية، واجتماع آخر في وزارة الخارجية ونتجت عن تلك اللقاءات مخرجات عديدة.

متابعًا أنه وأثناء الاجتماع الذي حصل في وزارة الخارجية كان هناك إجماعًا لدى الحاضرين بأن نقوم بخطوات عملية، وأن يُـعْـقَـد اجتماع أسبوعي لمراجعة كل ما يتم القيام به خلال الأسبوع وتم تحديد سبع نقاط رئيسة أهمها هي:- إقامة مركز إيواء. إنشاء خمسة مراكز استقبال خارج العاصمة عدن. المؤتمر الدولي وحشد الدعم لعملية الهجرة. تنشيط وتعزيز دور خفر السواحل اليمنية. استقبال وفد إثيوبي. ارسال وفد حكومي من بلادنا إلى إثيوبيا. استمرار عملية ترحيل المهاجرين. واتحدت تلك السبع النقاط في هذا العمل، لتتشكَّـل لجنة بتكليف من رئاسة الجمهورية تضم العاصمة عدن ومحافظة لحج وبعضوية رئيس مكتب تنسيق وتسهيل حركة المنافذ من أجل متابعة عملية البدء بعمل مركز الإيواء والاستجابة علماً بأن هناك مراكز استقبال تم التسريع بالعمل فيها بصورة مستعجلة على مستوى منظمة الهجرة الدولية ووزارة الداخلية وتتموضع أبرزها في:-  رأس عمران.  شقرة.  أحور. رأس العارة. وتم إجراء لقاءات، أبدت فيها منظمة الهجرة الدولية استعدادها حول الخمسة المراكز المذكورة، بالإضافة إلى المركز الآنف الذكر، وكذا بخصوص عقد مؤتمر دولي لجمع أكبر تمويل.

واشار الوالي الى أن هناك مخططات غير هذا المخطط تستهدف العاصمة عدن، وهناك خطط ومؤشرات ووقائع تدل على أن عدن كانت تستهدف ومن ضمن الاستهداف أن ما حدث من اشتباكات عرقية بين الأفارقة كانت في نفس توقيت وصول المبعوث الأممي، ووفد من مجلس التعاون الخليجي، ووفد من الاتحاد الأوروبي، وكان التوقيت مهم جدًا وهناك عناصر جاءت من محافظة صعدة (شمال اليمن) ضمن هؤلاء الأورمو، وكذلك عناصر أخرى دخلت بينهم، وكان هناك مخطط كبير جدًا، وبفضل الله ثم بفضل كشف خيوط هذا المخطط من قِـبَـل الجهات الأمنية والتي تقوم بواجبها على أكمل وجه".

وأشار مستشار المحافظ للمنافذ إلى أن العاصمة عدن تم تحميلها ملفين لا تستطيع تحملهما في ظل أوضاعها الحالية ويتمثلان بالأعداد الكبيرة لـ (الأورمو، والنازحين) وهاذان الملفان بحاجة إلى معالجة حقيقية، والعودة الطوعية هي أفضل الحلول.

وسرد المستشار أحمد الوالي إحصائيتين للمرحلين من الأفارقة غير الشرعيين وهي كما يلي:- في العام الحالي 2023م تم ترحيل (6000) مهاجر. في العام الماضي 2022م تم ترحيل (9750) مهاجر عبر الجو. وأشاد الوالي بمقترح السفير (جمال) في وزارة الخارجية والمتمثِّـل باستغلال البحر لعودتهم إلى أوطانهم وأُشعِـرَت منظمة الهجرة الدولية بهذا المقترح، مشدداً على ضرورة تنفيذ رحلات بحرية، مع العلم أنه سبق العمل بهذا المقترح مع المنظمة بمغادرة (4500) من اللاجئين الصومال، وكذلك ترحيل الآلاف من المهاجرين عبر ميناء عدن بواسطة زوارق بحرية، متسائلًل لماذا لا يعود تطبيق هذا المقترح مرة أخرى، وقد يُـقال إن إثيوبيا قد أغلقت حدودها، والبعض سأل لماذا توقفت الرحلات الجوية ولم تستأنف لترحيل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين.

وبحسب الوالي فقد شهدت إثيوبيا أحداثًا قبل نحو أسبوعين، مع تزامن حصول العنف في بلادنا، فاضطرت السلطات إلى توقيف الرحلات، والمعاناة الحقيقية أنه بعد ما حدث في 7 / 3 / 2021م بصنعاء بإحراق المهاجرين غير الشرعيين وشاهدها الجميع، جاءت أعداد إلى العاصمة عدن، وعلى إثره اجتمع الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة واتفقوا على سفر مجموعة بسيطة جدًا منهم في العدد إلى أوروبا، وهنا تلقَّفت العصابات الموجودة في إثيوبيا هذا الإجراء الأوروبي بالتغرير على الإثيوبيين أن من يريد أن يهاجر إلى أوروبا عليه بالسفر إلى عدن أولًا وهذا مُـثبت عبر كثير ممن تم استجوابهم من الإثيوبيين أنه تم الترويج بأن الأفريقيين بوسعهم الانطلاق من عدن إلى أوروبا وإلى السعودية وإلى كل مكان.

وأردف المستشار أحمد الوالي بأن في باب المندب توجد عصابات، ولذلك يفترض من قوات خفر السواحل القيام بعملها عندما تصل تلك الزوارق القادمة من إثيوبيا، وهناك موقعان رئيسيان لتدفق أعداد اللاجئين غير الشرعيين فيهما وهما (بئر علي) في محافظة شبوة، وباب المندب في العاصمة عدن، وإن تم ضبط الشريط الساحلي ومنع دخول تلك القوارب ستتمكَّـن السلطات من الحد الكبير للهجرة غير الشرعية، لذلك المطلوب من الجميع أن يعوا ويدركوا خطورة الأزمة، وأن يعملوا كفريق واحد يداً بيد من أجل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية لأنها قنبلة موقوتة تفجَّـرت وتم احتوائها، وإن صحَّـت الأخبار التي وصلت إلينا أن الحدود السعودية والعُـمانية أُغلِـقَـت، فإن هناك كارثة حقيقية تنتظرنا ويجب على الجميع أن يُـدرك أهمية التحرك من أعلى المستويات إلى أدناها.

مبيناً أن الخطوات العملية التي تستطيع السلطات أن نقوم بها تتمثَّـل بالأخذ على محمل الجد حول السبع النقاط السابقة الذكر وترجمتها إلى أعمال ملموسة وسريعة، وكان تقييم نتيجة مهلة الأسبوعين الممنوحة للقائمين على الأمر في تحديد الأرضية ممتازًا، وكذا تحديد جداول زمنية مبرمجة بتوقيت زمني لكي تنفذ كل جهة بما أقرت الالتزام به.

 

* الايام العدنية