ترتفع نسبة من يعانون ارتفاعاً في مستويات الكوليسترول في مختلف دول العالم. وصحيح أن الكوليسترول ليس مرضاً بذاته، لكنه يشكل عامل خطر يزيد احتمال الإصابة بمشكلات أخرى كأمراض القلب والأوعية الدموية. استطاع باحثون أن يطوروا لقاحاً يساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار الذي يتكدس في الأوعية الدموية، ما يسبب انسداداً فيها، كما نشر في .santemagazine
ما الهدف من اللقاح الجديد؟
سعى الباحثون من خلال هذه المبادرة التي قاموا بها لتطوير لقاح لمواجهة ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، إلى توفير وسيلة أقل كلفة لمكافحة ارتفاع مستوى الكوليسترول. ويبدو اللقاح وسيلة يمكن أن تطبق على نطاق واسع، خصوصاً في مناطق ودول لا تتوافر فيها الإمكانات المادية لتوفير العلاجات التي تعتبر مكلفة نسبياً.
وقد أكد الباحثون أنه بقدر ما ينتج الجسم من الـ PCSK9 يكون مستوى الكوليسترول أكثر ارتفاعاً بعد. علماً أن الكبد ينتجها لتنتقل في الدم من خلال الدورة الدموية وتؤثر سلباً على أيض الكوليسترول الضار. وتساعد الحقن التي تُعطى مرتين في الشهر على التصدي لهذه البروتينة والحد من مستويات الكوليسترول الضار بنسبة 60 في المئة، إلا أنها في الوقت نفسه مكلفة للغاية وتتطلب وصفة من طبيب اختصاصي في أمراض القلب.
إما عبر الاستعانة بالتقنية الجديدة التي تعتمد على اللقاح الخاص لمواجهة ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم. ويستهدف اللقاح الجديد بروتينة الـPCSK9 معتمد على جزء من فيروس غير نشط ولا يسبب الالتهاب. وقد تبين أنه يمكن استخدام هذا الجزء من الفيروس لتطوير لقاحات في مواجهة مشكلات صحية كثيرة.
وبحسب الباحثين، لجهاز المناعة ردة فعل قوية من خلال الأجسام الضدية في مواجهة هذه البروتينة المسؤولة عن أمراض القلب. وفي التجارب التي أجريت على الحيوان، لوحظ انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول في الدم بنسبة تصل إلى 30 في المئة. انطلاقاً من ذلك، من الطبيعي أن ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب. وخلال السنوات العشر الأخيرة، تمت تجربة اللقاح على الفئران والقردة مع نتائج واعدة. ومن المتوقع أن يتم تطوير لقاح ليستخدم للإنسان خلال السنوات العشر المقبلة فيساعد على خفض مستويات الكوليسترول، وبالتالي ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.