لا تزال قضية مختطف ولاية الجلفة الجزائرية التي هزت البلاد والعالم العربي بأسره، لم تبح بكامل أسرارها.
مشاكل أسرية.. فيديو يكشف
فقد ظهر جديد لم يكن في الحسبان، وهو أن الضحية الشاب الجزائري بن عمران عمر، كان يعاني من بعض المشاكل الأسرية، وفقا لما ذكرته والدته بمقطع فيديو قديم تحدثت به عن ابنها.
ويعتبر مقطع الفيديو، جزءا من الفقرة الجزائرية الشهيرة في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية، تسمى "كل شيء ممكن"، مخصصة لنشر نداءات العائلات التي فقدت أو اختفى أفراد منها.
وفي المقطع، يستفسر مقدم الفقرة الإعلامي رياض بوفجي، من والدة المختطف بن عمران عميرة، عن ابنها بعد سنوات على اختفائه، متسائلاً عما إذا كان يعاني من أية مشاكل دفعته للهروب.
لتؤكد الأم فعلاً أن ابنها كان يعيش بعض المشاكل مع والده، وذلك حينما أجابت عن سؤال حول سبب توجهه للعمل وهو في سن 16.
وقالت الأم: "نعم كان يدرس، لكن بعدما رسب في امتحان نهاية التعليم الابتدائي انقطع عن الدراسة"، وفي نهاية المقطع وجهت الوالدة بحسرة ظاهرة نداء إلى ابنها: "يا ابني إن كنت تراني عد إلى المنزل.. الجميع يبحث عنك بمن فيهم والدك وإخوتك".
كما يظهر الفيديو أن والدة المختطف لم تيئس من البحث عنه حتى بعد سنوات من اختفائه، بما يعزز تصريحات جيرانها الذين أكدوا أنها ماتت حزناً عليه، وأنها كانت الوحيدة التي شكّت في ضلوع الجار في قضية ابنها.
في حين لفتت أصوات إلا أن هذا الفيديو قد يكون عاملاً يغير مجرى التحقيق، خصوصا في حال ثبوت أن بن عميرة عمران قد غادر البيت بسبب مشاكل عائلية، ثم تم اختطافه، أو أنه اختطف مباشرة، ولا علاقة للمشاكل التي وقعت له مع اختفائه، مع الإشارة إلى أن الفترة التي تغيب فيها المختفي كانت فترة حساسة في الجزائر لأنها شهدت أزمة أمنية، رافقتها عدد من الاختطافات السياسية.
غضب عارم
يذكر أن سكان الجلفة، الولاية الجزائرية كانوا استيقظوا قبل أيام، على خبر وصف بأنه أغرب من الخيال، عندما علموا أن شابا اختفى منذ 27 عاما، عثر عليه في بيت جاره الذي لا يبعد سوى بـ200 متر، وأنه كان طيلة تلك السنوات محتجزا عنده.
ولا تزال القضية محل التحقيق، حيث كان قاضي التحقيق قد أمر بإيداع بعض المتهمين الحبس المؤقت، ومتابعة آخرين بتهم ثقيلة.
وقد أثارت هذه الجريمة غضباً عارماً جزائرياً وعربياً، وسط مطالبات بضرورة إنزال أشد العقوبات بالفاعل بعد إدانته.
ولعل ما زاد في بشاعة الجرم أن التحقيقات أفضت إلى توقيف 6 أشخاص كانوا على علم بالقصة، ولم يتدخلوا لإنقاذ بن عمران أو يكشفوا الأمر.