الكوليرا هي عدوى بكتيرية تسبب الإسهال الشديد والجفاف.
وهي مرض يمكن علاجه بسهولة. ولكن إذا تُرك دون علاج، قد يسبب الوفاة في غضون ساعات.
وتصف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنها مرض الفقر، إذ تصيب الأشخاص الذين لا يجدون سبيلا للمياه الصالحة للشرب أو خدمات الصرف الصحي الأساسية. وتنتشر الكوليرا في أجزاء من أفريقيا وآسيا وهايتي.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ما بين 1.3 إلى 4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا، و21 ألفاً إلى 143 ألف حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم بسبب المرض.
ما الذي يسبب الكوليرا؟
تحدث عدوى الكوليرا بسبب بكتيريا تسمى (Vibrio cholerae- فيبريو كوليرا).
وتفرز البكتيريا سموما في الأمعاء الدقيقة تجعل الجسم يفرز كميات هائلة من الماء، مما يؤدي إلى الإسهال، وفي حالات الإصابة الشديدة، فقدان سريع للسوائل والأملاح.
تظهر الأعراض عادة بعد 12 ساعة إلى خمسة أيام بعد الإصابة.
كيف تأثرت زامبيا بتفشي الكوليرا؟
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 80 في المئة من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض.
ويصاب أقلية من الذين تظهر عليهم الأعراض- عادة (20-30 في المئة)- بإسهال مائي حاد مع جفاف شديد في غضون أيام قليلة. وهذه الأعراض الحادة قد تؤدي إلى الوفاة إذا تُركت دون علاج.
ما هي الأعراض؟
يمكن أن تشمل أعراض الإصابة بالكوليرا ما يلي:
الإسهال- ويكون مائياً وغالباً أبيض اللون (يوصف أحياناً بأنه "براز ماء الأرز").
القيء- قد يستمر لساعات وهو شائع بشكل خاص في المراحل المبكرة.
ألم البطن.
تشنجات الساق.
الجفاف- وقد يحدث خلال ساعات بعد بدء الأعراض ويتراوح من الخفيف إلى الشديد. تشمل علامات الجفاف ما يلي: (التهيج، والتعب، والعينين الغائرتين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف الجلد الذي يكون بطيئا في الارتداد مرة أخرى عند قرصه، وعدم التبول، وانخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب).
الجفاف يمكن أن يؤدي إلى فقدان سريع للمعادن في الدم وهذا ما يسمى (اضطراب الكهرل).
قد يختلط تشخيص مرض الكوليرا وأمراض أخرى في حالة الإصابة بالإسهال الخفيف أو المعتدل.
وتقول أيرين أوسو بوكو، محللة السياسة الصحية في منظمة (WaterAid) في غانا، إنه لا يمكن تشخيص الكوليرا إلا من خلال الفحوصات المختبرية، لكن يجب على الجميع ملاحظة الأعراض الواضحة.
وتوضح أيرين "إذا كنت تستخدم المرحاض بكثرة ولاحظت وجود مزيج من الإسهال المائي والقيء وآلام البطن لمدة ثلاثة أيام، فيجب عليك التوجه إلى المستشفى فورا والاشتباه في إصابتك بالكوليرا".
كيف تنتشر الكوليرا؟
تنتقل الكوليرا عندما يشرب الشخص الماء أو يأكل طعاما ملوثا ببكتيريا (Vibrio cholerae- فيبريو كوليرا).
يشكل المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض خطرا كبيرا على الآخرين إذ يمكنهم نشر البكتيريا من خلال البراز لمدة (1-10) أيام بعد الإصابة.
توضح أيرين أن المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض قد ينشرون البكتيريا في البيئة خاصة في الأماكن التي يتبرز فيها الناس في العراء، ويصعب الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من ملامسة براز أو قيء شخص مصاب بالكوليرا، وكذلك الأشياء الملوثة بالبراز أو القيء.
وتحذر المنظمة أيضا من الاتصال غير المحمي بجثة شخص توفي بسبب الكوليرا.
رسم توضيحي لكيفية انتشار الكوليرا.
كيف تحمي نفسك؟
تقدم خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) نصائح حول كيفية تجنب الإصابة بالمرض أثناء السفر إلى المناطق التي تنتشر بها الكوليرا:
اغسل يديك بالماء والصابون بانتظام، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
اشرب المياه الصحية فقط- المياه المعدنية المعبأة في زجاجات أو ماء الصنبور المغلي.
قم بتنظيف أسنانك باستخدام المياه الصحية.
لا تأكل الفواكه والخضراوات غير المطبوخة (بما في ذلك السلطة) التي لم تغسلها بالمياه الصحية أو لم تقم بتحضيرها بنفسك.
لا تأكل المحار والمأكولات البحرية.
لا تضع الثلج في مشروباتك.
تناول الفواكه والخضراوات التي يمكنك تقشيرها بنفسك، مثل: الموز والبرتقال والأفوكادو.
تجنب السلطة والفواكه التي لا يمكن تقشيرها، مثل: العنب والتوت.
مرض يمكن علاجه بسهولة
يمكن علاج الكوليرا بسهولة عن طريق التناول الفوري لمحلول معالجة الجفاف عن طريق الفم المعروف اختصارا بـ (ORS).
يجري إذابة كيس ORS الذي توفره منظمة الصحة العالمية في لتر واحد من الماء النظيف.
تنصح منظمة الصحة العالمية بأنه يمكن الحصول على محلول معالجة الجفاف من العاملين في مجال الصحة أو حتى صنعه في المنزل عن طريق خلط لتر واحد من الماء الآمن وست ملاعق صغيرة من السكر ونصف ملعقة صغيرة من الملح.
قد يحتاج البالغون إلى ما يصل إلى ٦ لترات من المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول.
أما في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى علاج إضافي، بما في ذلك علاج الجفاف بالحقن الوريدي. ويُعطى المرضى أيضا مضادات حيوية لتقليل فترة الإصابة بالإسهال، وتقليل حجم سوائل معالجة الجفاف اللازمة، وتقصير كمية ومدة إفرازات بكتيريا الكوليرا في البراز.
يتعافى معظم الأشخاص من الكوليرا بسرعة بعد الحصول على الرعاية المناسبة، وعادة ما يخرج المرضى من مرافق الرعاية الصحية في غضون ثلاثة أيام.
القضاء على الكوليرا
التعليق على الصورة،تنصح منظمة الصحة العالمية بشرب المياه الصحية فقط وهي المياه المعدنية المعبأة في زجاجات أو ماء الصنبور المغلي.
تقول أيرين إنه "ينبغي على الحكومات أن تستثمر في توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة الصحية لسكان العالم وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".
قدّر تقرير مشترك أصدرته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه في عام 2022:
لا يزال 2.2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى مياه الشرب المعالجة بشكل آمن- أي المياه الصحية في المنزل.
لا يزال 3.5 مليار شخص يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي (المراحيض)، بما في ذلك 419 مليون شخص يمارسون التغوط في العراء.
مليارا شخص يفتقرون إلى خدمات النظافة الأساسية في المنزل- مرافق لغسل اليدين بالماء والصابون.
في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أطلقت فرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا (GTFCC) وهي شراكة تضم أكثر من 50 مؤسسة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ووكالات الأمم المتحدة، استراتيجية لمكافحة الكوليرا.
وتهدف المجموعة إلى خفض الوفيات الناجمة عن الكوليرا بنسبة 90 في المئة والقضاء على الكوليرا في حوالي 20 دولة بحلول عام 2030.