حذر مركز أبحاث أمريكي من أن تصعيد القوى الغربية والإقليمية ضد جماعة الحوثي قد يدفع الجماعة إلى استئناف هجماتها على السعودية ودل الخليج العربية الأخرى.
وقال "مركز صوفان" المتخصص بالأمن العالمي والسياسة الخارجية في تحليل، "التصعيد من جانب القوى الغربية وغيرها من القوى الإقليمية يحمل مخاطر كبيرة تتمثل في تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في اليمن واستفزاز الحوثيين لاستئناف الهجمات على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى".
وأضاف "لا تزال الطرق لردع الحوثيين في اليمن بعيدة المنال"، متابعا "لم تنجح القوى العالمية ولا الإقليمية في ردع حركة الحوثيين في اليمن عن شن هجمات تهدف إلى إرغامهم على وقف الصراع في غزة".
وأفاد أن قدرة إسرائيل على إضعاف الحوثيين وردعهم من جانب واحد محدودة بسبب بعدها عن اليمن والفجوات الاستخباراتية، مما دفع بعض القادة الإسرائيليين إلى الدعوة إلى شن هجمات على الداعمين الرئيسيين للحوثيين في طهران.
وحسب المركز فإن العديد من الدبلوماسيين العالميين يعارضون التحول في الاستراتيجية إلى الضغط على القوات البرية الحوثية، لأنه من المرجح أن يؤدي إلى توسيع الحرب وإلحاق المزيد من الأذى بالشعب اليمني.
"في نهاية عام 2024، كانت القوى العالمية والإقليمية تقيم استراتيجيات جديدة لمحاولة ردع وتقليص هجمات الحوثيين على الشحن التجاري والسفن البحرية الأميركية وحلفائها في البحر الأحمر وعلى إسرائيل، وقد بدأت الأخيرة في تصعيد هجماتها الانتقامية على الأهداف التي يسيطر عليها الحوثيون مع تحول المجموعة في حملتها نحو إسرائيل في الأشهر الأخيرة" وفق التحليل.
وأردف مركز صوفان "مع ذلك، يعترف القادة الإسرائيليون وشركاؤهم الغربيون بوجود حدود لقدرتهم على ابتكار استراتيجية بديلة من شأنها أن تخفف من تعهد الحوثيين بالهجوم حتى تنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة".
وقال "يبدو أن الشخصيات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، التي أدركت أن خياراتها للنجاح بمفردها محدودة، حثت الولايات المتحدة وشركاءها على تصعيد جهودهم لردع الحوثيين.
واستدرك "لكن على الرغم من أن قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على الضغط على الحوثيين عسكريا أكبر من قدرة إسرائيل، فإن الدول الغربية وشركائها الإقليميين يواجهون قيودا سياسية واستراتيجية لا يعترف بها القادة الإسرائيليون. فقد عارض القادة الأميركيون والأوروبيون استهداف البنية التحتية المدنية التي يسيطر عليها الحوثيون من أجل عدم تفاقم محنة الشعب اليمني الذي عانى مما يقرب من عقد من الحرب".
ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس ترامب، الذي تعهد بحل حروب المنطقة بدلا من الشروع في أعمال عدائية إضافية -حسب التحليل- سيأخذ بنصيحة بعض الخبراء الأميركيين والاستراتيجيين الإسرائيليين والمسؤولين الإقليميين لاستخدام القوة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة لدعم القوات المناهضة للحوثيين داخل اليمن.
وزاد "قد يشمل النهج الإضافي أو البديل الذي يدعو إليه البعض تسليح حكومة جمهورية اليمن وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي. وهذا الخيار، على الرغم من أنه أكثر احتمالا من الضربات الجوية وحدها للحد من هجمات الحوثيين، ينطوي على مخاطر كبيرة على الشعب اليمني والمنطقة".
وذكر أن زعماء دول الخليج العربي عارضوا إلغاء وقف إطلاق النار في اليمن لأنه من المرجح أن يدفع الحوثيين إلى استئناف ضرباتهم الصاروخية على البنية التحتية الخليجية، لكن مع تزايد الاهتمام بهذا الخيار في الأشهر الأخيرة، أدت التوترات بين الحكومة اليمنية وقوات الحوثيين إلى اشتباكات في تعز ومواقع أخرى.