افتتاح المؤتمر الاول للنظام الصحي في اليمن.. خطوة نحو الاستدامة والتحول الصحي

محليات
قبل يوم 1 I الأخبار I محليات

في خطوة هامة نحو تعزيز استدامة النظام الصحي في اليمن، انطلقت في مدينة عدن أعمال المؤتمر الأول للنظام الصحي، برعاية وزارة الصحة العامة والسكان، وبحضور رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين، وممثلي المنظمات الدولية، وشركاء التنمية.

ويهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات التي تواجه القطاع الصحي في اليمن، وتقديم حلول عملية ومستدامة لتعزيز جودة الخدمات الصحية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي فرضتها الأزمات الاقتصادية والصراعات المستمرة. 

ويأتي هذا الحدث كجزء من الجهود الوطنية لإصلاح وتطوير النظام الصحي بما يضمن استدامة خدماته وتحسين جودتها.

 إنجازات وزارة الصحة

واستعرضت وزارة الصحة خلال المؤتمر أبرز الإنجازات التي تحققت ، والتي شكلت نقلة نوعية في القطاع الصحي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها،  وأبرز هذه الإنجازات:

-- افتتاح مبانٍ طبية ومراكز صحية جديدة: ضمن جهود توسيع نطاق الخدمات الصحية، وضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المرافق الطبية.

-- إعادة تشكيل المجلس الطبي: ويهدف هذا الإجراء إلى تحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الرقابة على جودة الخدمات الصحية المقدمة.

-- توقيع 370 اتفاقية صحية: وتعكس هذه الاتفاقيات التزام الوزارة بتوسيع الشراكات مع الجهات المحلية والدولية لدعم القطاع الصحي وتوفير التمويل اللازم للمشاريع الصحية.

-- تقديم 1,178 إعفاءً جمركيًا لشركاء الصحة: وساهمت هذه الإعفاءات في تسهيل استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية، مما خفف من الأعباء المالية وساعد في توفير المعدات الحيوية للمرافق الصحية.

-- ارتفاع نسبة المرافق الصحية العاملة من 48% إلى 60%: و يعكس هذا التحسن الجهود المستمرة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية للمرضى.

-- تشكيل 333 فريق استجابة سريعة: تلعب هذه الفرق دورًا محوريًا في مواجهة الطوارئ الصحية والأوبئة، مثل تفشي الأمراض المعدية، مما يعزز سرعة الاستجابة وتحسين الكفاءة الصحية.

-- إنشاء 21 مركز عزل للحميات: ويأتي هذا كإجراء وقائي ضروري للحد من انتشار الأمراض الوبائية، وضمان تلقي المرضى الرعاية المناسبة.

-- إعادة تأهيل مختبرات الصحة العامة المركزية: ويساهم ذلك في تحسين قدرات التشخيص المختبري، وهو أمر بالغ الأهمية للكشف المبكر عن الأمراض وتوفير علاجات فعالة.

-- توفير اللقاحات مجانًا: يُعد هذا من أهم الإنجازات التي تهدف إلى حماية المجتمع من الأمراض المعدية، وتعزيز المناعة الجماعية للسكان.

 كلمة الممثل الإقليمي لليونيسف

و رحب الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بيتر هوكينز، بالحضور وأكد على أهمية المؤتمر في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام الصحي في اليمن.

 وأشار إلى أن توفير خدمات صحية مستدامة يعد أولوية قصوى، خاصة في بلد يعاني من أزمات متعددة أثرت بشكل مباشر على صحة المواطن.

وأوضح هوكينز أن اليونيسف تؤمن بأن الشراكة مع وزارة الصحة اليمنية، والمنظمات الدولية الأخرى، وداعمي النظام الصحي، تعد خطوة ضرورية لتحسين مستوى الرعاية الصحية.

 كما أشاد بالتقدم الذي أحرزته وزارة الصحة في الأشهر الأخيرة، رغم التحديات الصعبة، وأكد التزام اليونيسف بدعم الجهود الهادفة إلى تحسين الصحة في اليمن. وختم كلمته بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يمثل فرصة حاسمة لوضع استراتيجيات جديدة تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة، ودعا إلى استمرار التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف.

رئيس الوزراء يصرح

 في كلمة مسجلة، أكد رئيس الوزراء، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن الحكومة تولي قطاع الصحة أولوية قصوى، نظرًا لأهميته في تحقيق الاستقرار الوطني والتنمية المستدامة.

ونقل تحيات فخامة الرئيس رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي، مشددًا على أن توفير خدمات صحية جيدة للمواطنين يعد عنصرًا أساسيًا في بناء مجتمع صحي قادر على مواجهة التحديات.

وأشار إلى أن الحكومة تدرك تمامًا حجم الصعوبات التي يواجهها النظام الصحي، من تدني الأجور إلى نقص الموارد الطبية، وتدهور البنية التحتية، لكنه أعرب عن ثقته في الدور الوطني للعاملين في القطاع الصحي، وقدرتهم على تجاوز هذه التحديات بإصرار وعزيمة. كما أكد رئيس الوزراء أن المؤتمر الأول للنظام الصحي يمثل محطة رئيسية في مسار تطوير القطاع الصحي وتعزيز استدامته، معبرًا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية في البلاد.

وزير الصحة يعلن عن رؤية جديدة لمستقبل النظام الصحي

وفي كلمته الافتتاحية، عبر وزير الصحة عن سعادته بانعقاد المؤتمر، مشيرًا إلى أنه جاء بعد عمل مكثف استمر لمدة ثلاثة أشهر، بهدف جمع الخبرات المحلية والدولية لمناقشة الحلول الممكنة للنهوض بالقطاع الصحي. وأكد الوزير أن انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الحالية يعكس إصرار الحكومة ووزارة الصحة على تحقيق تحول جذري في النظام الصحي، رغم التحديات التي تواجه البلاد. 

وأوضح أن القطاع الصحي تأثر بنسبة 50% نتيجة الصراعات، ما أدى إلى تدهور الخدمات الصحية وزيادة معاناة المواطنين.

كما أشار إلى أن الدعم الذي قدمه الأشقاء والبنك الدولي ساهم في تجاوز العديد من المنعطفات الخطيرة، وتحقيق تحسن ملموس في بعض الجوانب الصحية.  وشدد على أهمية تعزيز الاستثمارات في القطاع الصحي، والعمل على صياغة رؤية جديدة تضمن استدامة الخدمات وتحسين جودتها في المستقبل. وفي ختام كلمته، وجه الوزير تحية إجلال وتقدير لكل العاملين في القطاع الصحي، الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل إنقاذ الأرواح، وترحم على الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني.

 ختام المؤتمر واختُتم المؤتمر بتأكيد المشاركين على ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة، المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، لضمان توفير التمويل اللازم وتحسين كفاءة الخدمات الصحية. وشدد الحاضرون على أهمية تبني سياسات جديدة تدعم تطوير البنية التحتية الصحية، وتحسين أوضاع العاملين في القطاع، وضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية للمواطنين رغم التحديات القائمة.

الجدير بالذكر ، ان المؤتمر الأول للنظام الصحي في اليمن سيواصل جلساته حتى يوم غداً الخميس الموافق 20 فبراير 2025 في قاعة سبأ بمدينة عدن.