أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق أنشطتها في مستشفى خمر بمحافظة عمران، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، بعد تعرض طاقمها الطبي والمرضى لتهديدات مباشرة من قبل عناصر مسلحة تابعة للجماعة.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن فرقها الطبية واجهت منذ يناير الماضي سلسلة من التهديدات الأمنية المتكررة، استهدفت المستشفى ومكتبها في خمر، مشيرة إلى أن الوضع تصاعد منتصف الأسبوع عندما اقتحم شخص مسلح المستشفى مهددًا بتفجير قنبلة يدوية داخله، ما شكل تهديدًا خطيرًا لحياة المرضى والموظفين.
وأكدت المنظمة أن هذا الاعتداء "غير المبرر" يعرض سلامة المرضى والأطقم الطبية للخطر، مشددة على أن الظروف الأمنية الحالية لم تعد تسمح بمواصلة تقديم الرعاية الصحية.
من جهتها، أوضحت إلاريا رسولو، الممثلة القطرية للمنظمة في اليمن، أن تعرض موظفي الرعاية الصحية للتهديد بالعنف المميت أمر غير مقبول على الإطلاق، مشددة على ضرورة أن تبقى المستشفيات أماكن آمنة للمرضى والموظفين، وأن المنظمة لا تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية ما لم يتم ضمان الأمن الكامل.
وتأتي هذه التطورات في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع الصحي في اليمن، معلنة تسجيل أكثر من 11 ألف إصابة جديدة بالكوليرا وتسع حالات وفاة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لتصبح اليمن رابع أكبر بؤرة لتفشي الوباء عالميًا بعد جنوب السودان وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتزامن تعليق أنشطة أطباء بلا حدود مع تصعيد حوثي جديد تمثل في تنفيذ حملة اختطافات واسعة استهدفت عشرات الموظفين في الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى موظفين في بعثات دبلوماسية، بعضهم مضى على اختطافهم أكثر من ثلاث سنوات.
وفي ضوء هذه المستجدات، أعلنت الأمم المتحدة تعليق جميع تحركات موظفيها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو داخلها، مؤكدة أن هذا القرار سيبقى ساريًا حتى إشعار آخر لضمان سلامة كوادرها.
