"لمهيبة" تقاوم.. عادة قديمة تعذّب العرسان في الجزائر

محليات
قبل 8 ساعات I الأخبار I محليات

من بين أهم العادات التي تفرض نفسها خلال فترة الخطوبة في الجزائر "لمهيبة"، أي الهدية التي يقدمها الشاب إلى خطيبته في كل مناسبة دينية أو اجتماعية.

 

فرغم الانتقادات التي يوجهها العديد من الجزائريين إلى تلك العادة التي يصفونها بالمكلفة والغريبة، إلا أنها تأبى الاندثار.

 

إذ يفرض على الشاب أو العريس أو الخطيب أن يقدم هدية لخطيبته مع حلول كل مناسبة، على أن تكون مجوهرات أو ألبسة أو اكسسوارات أو غيرها، حيث يزور برفقة أهله حبيبته في منزلها، قبل أن يقدم لها الهدية عربونا عن تمسكه بها.

ثياب تقليدية ومجوهرات

لكن مع الوقت، حددت العائلات في الجزائر نوع الهدايا التي يتوجب على الخطيب إهداؤها، حسب المناطق، لاسيما بالنسبة للألبسة التي يجب أن تكون خاصة بتاريخ المنطقة، مثل "جبة الفرقاني" في قسنطينة، و"الكاراكو" في العاصمة، و"البلوزة" في وهران، وغيرها.

 

فيما توجد هدايا تصلح لأي مناسبة وفي أي منطقة، مثل المجوهرات وخاصة الذهب.

 

كما صار بعض الشباب يتفقون مع خطيباتهم على نوع الهدية التي يقدمها لها، كهاتف ذكي، أو حقيبة أو غير ذلك.

لكن تلك العادة باتت تواجه انتقادات جمة بسبب التكاليف التي قد تكون مبالغا فيها، خاصة أن فترة الخطوبة قد تستمر سنوات.

 

كما تلقى بعض الانتقادات بسبب غرابتها في بعض المناطق، ففي عيد الأضحى مثلا، يطلب من الشاب أن يقدم لخطيبته، جزءا من لحم الأضحية مع هدية أخرى.

 

وفي السياق، قالت السيدة فتيحة: "ابنتي مخطوبة منذ سنتين، ومع مقدم كل مناسبة أوصيها أن تخفف على خطيبها ولا تجبره على منحها هدية، بما يثقل كاهله".

فيما أكد بوعلام (متزوج، 35 سنة) أنه "خلال فترة خطوبته، قدم عشرات الهدايا لخطيبته، دون مناسبة". وقال: "كنت أهدي ما أستطيع إهداءه، وفي الوقت الذي أراه مناسبا، مثلا بعد مشاجرة بيننا، أو غياب يطول أو غير ذلك.. أما منح هدية كنوع من التقليد فهذا يكون خاليا من المعنى".

في حين قالت سلمى: "صحيح أنني لا أشترط هدية على خطيبي، لكن لن أتقبل فكرة ألا يهديني شيئا في المناسبات، فتلك الهدية لها قيمة رمزية وتعني أنه متمسك بي".

 

قيمة اجتماعية ولكن ..

من جهته، وصف البروفيسور المختص في الصحة النفسية والأستاذ الأكاديمي الجامعي أحمد قوراية، "لمهيبة" بـ"القيمة الاجتماعية الرائعة لأنها تقرب أسرة الخطيبين وتعزز جسور التواصل بينهما وترغب في الآخر".

 

وأوضح للعربية.نت أن "الرسالة من هذا التقليد القول إن الخطيبة فرد من أفراد عائلة زوجها المستقبلي، وإن لها حقا كباقي أفراد أسرته".

كما أردف قائلا:" أرى أن الهدية تطيل أمد العلاقة وتحبب في الآخر، وتعطي راحة نفسية للبنت التي هي الخطيبة".

 

وعن عادة منح جزء من الأضحية للخطيبة، علق قائلا: "أضحية العيد يعطى نصف يمينها صدقات للمحتاجين، فما بالك بالخطيبة التي ينتظر أن تكون زوجة مستقبلية؟ فهذه العادة ليست بالغرابة التي يراها البعض بل بالعكس".

 

لكنه دعا إلى ألا يتحول هذا التقليد إلى عبء على الشباب، تفرض عليهم تكاليف باهظة.