الهجمات السيبرانية قنبلة موقوتة تهدد الأمن القومي.. خبير يحذر

محليات
قبل 7 ساعات I الأخبار I محليات

في ظل التطور التكنولوجي السريع وغير المسبوق، أصبحت الحروب وتحقيق الانتصارات ليست بالأسلحة، بل مع من يملك قدرة التحكم في الأمن السيبراني، وباتت الهجمات السيبرانية بمثابة قنبلة موقوتة في قلب العالم الرقمي.

هجمات سيبرانية بمثابة قنبلة موقوتة

عن هذا أفاد الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، أن الفضاء السيبراني لا يملك حدوداً جغرافية، بل ثغرات تنتظر من يستغلها.

 

وأكد أن الحروب القادمة لن تكون بالرصاص بل بالشفرات، فمن يملك مفاتيح الأمن السيبراني يملك مفاتيح القوة، خصوصا في عالم يركض بسرعات خارقة نحو الرقمنة.

 

كما تابع أن الهجمات السيبرانية أصبحت تمثل التهديد الأخطر الذي لا يُرى بالعين المجردة، ولا يُسمع دويّه في سماء المدن، لكنه قادر على شل دول بأكملها في لمح البصر.

 

وأشار إلى أن ما يجري لم يعد فقط جرائم إلكترونية عابرة أو محاولات فردية لاختراق البريد الإلكتروني، بل عن حروب رقمية تُشنّ على البنية التحتية للدول، وتستهدف الاقتصاد والأمن والمجتمع.

 

ولفت إلى أن العالم اليوم، بات يعيش في عالم رقمي هش، لا يحتاج العدو فيه إلى دبابة أو طائرة حربية، بل إلى كود خبيث يُحقن في نظام تشغيل، أو رسالة بريد إلكتروني تحمل برنامجاً ضاراً، ليبدأ الانفجار من الداخل.

 

الجرائم الإلكترونية

أيضا رأى الخبير أن أهداف الهجمات السيبرانية تتعدد من الجريمة إلى السياسة وذلك بتعدد الجهات التي تقف خلفها، فبينما تسعى العصابات الإلكترونية إلى تحقيق مكاسب مالية من خلال برامج الفدية وابتزاز المؤسسات، تتحرك بعض الدول في الخفاء لاستخدام الهجمات كأداة ضغط سياسية أو عسكرية.

 

إلى ذلك، أوضح أن خطورة الهجمات الحقيقية تكمن في أن الهجمات السيبرانية لا تعطي إنذاراً مسبقاً، وقد تمرّ دون أن يشعر بها أحد حتى تقع الكارثة، مستشهداً بأن بعض الهجمات تسببت في خسائر بمليارات الدولارات، وأدت إلى تعطل خدمات حكومية ومصرفية وطبية، وأثرت على حياة الملايين.

 

كيف نحمي أنفسنا؟

وعن طرق الوقاية من هذه الهجمات، كشف خبير الأمن السيبراني أنها تبدأ من الاعتراف بأن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة، ومن أبرز أساليب الحماية، تعزيز الوعي الرقمي لدى الأفراد والمؤسسات، وتطبيق ممارسات الأمن السيبراني كاستخدام كلمات مرور قوية وتحديث دوري للأنظمة، وتفعيل المصادقة الثنائية وتشديد الرقابة على الدخول للأنظمة الحساسة، ووضع خطط طوارئ واستجابة فورية للحوادث السيبرانية، والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لمشاركة التهديدات والاستجابة لها بشكل موحّد.

 

وأكدنا على أننا لسنا أمام خطر افتراضي، بل أمام ساحة معركة جديدة يتحدد فيها مصير الدول، لا بجيوشها التقليدية، بل بقدرتها على تأمين فضائها الرقمي، فمن لا يطور دفاعاته السيبرانية، يترك بوابته الخلفية مشرّعة للعدو.

 

نتائج كارثية

يذكر أن العالم بات يشهد سرقة أسرار تكنولوجية وتجارية، وتعطيل محطات طاقة وشبكات نقل، واستهداف قواعد بيانات حساسة للمواطنين بسبب الهجمات السيبرانية.

 

كما لم يعد هناك مجال آمن بالكامل، فالمعركة تدور خلف الشاشات، ونتائجها قد تكون كارثية على الأمن القومي لأي دولة، وذلك لأن تهديدات الرقمية لم تعد خياراً تقنياً يدار من قسم تقنية المعلومات، بل أصبحت قضية أمن قومي تستدعي يقظة دائمة، وفق الخبراء.