في تصاعد مقلق لحالات الانتحار، شهدت مديرية العدين بمحافظة إب، وسط اليمن، حادثة جديدة تُعد الخامسة خلال أسبوع واحد فقط، ما أثار موجة من القلق والخوف في أوساط السكان، وسط تحذيرات من انتشار مواد مخدرة تُخلط بالقات وتؤثر على الحالة النفسية للشباب.
وبحسب مصادر محلية، أقدم الشاب محمد سيف عبدالله على إنهاء حياته شنقاً داخل منزله في إحدى قرى العدين، في ظروف وصفت بالغامضة، وسط صدمة مجتمعية متزايدة.
المصادر اعتبرت أن تكرار هذه الحوادث خلال فترة وجيزة يشير إلى تحولها إلى ظاهرة خطيرة تستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات الصحية والأمنية والاجتماعية.
وتتزايد الشبهات حول انتشار مادة مخدرة تُعرف باسم "السوكلاجين"، وهي مادة محظورة دولياً، يُعتقد أنها تُهرّب إلى البلاد عبر شبكات تجارية مرتبطة بميليشيا الحوثي، وتُخلط مع القات لتُحدث تأثيرات سلوكية وعدوانية خطيرة، قد تدفع المتعاطين إلى الانتحار أو ارتكاب جرائم دون وعي.
المصادر نفسها كشفت أن هذه المواد تُستخدم أيضاً من قبل الحوثيين للتأثير على المقاتلين في الجبهات، لكنها بدأت تتسرب إلى أوساط المدنيين، خصوصاً في محافظة إب، ما ينذر بكارثة اجتماعية ونفسية واسعة النطاق.
ويرى مختصون أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانتشار البطالة، وغياب الخدمات الصحية والنفسية، كلها عوامل ساهمت في تفاقم حالات الانتحار، داعين إلى إجراء دراسات ميدانية عاجلة، ووضع خطة وطنية شاملة لمعالجة الظاهرة والحد من انتشار المواد المخدرة بين الشباب.
وتُعد هذه الحادثة مؤشراً خطيراً على تصاعد ظاهرة الانتحار في مناطق سيطرة الحوثيين، في ظل تجاهل السلطات الانقلابية للأزمة الاجتماعية والنفسية المتفاقمة التي يعيشها المواطنون، وتواطؤها مع شبكات تهريب السموم القاتلة.






