بين أنقاض المدرس ودمار الحرب... أطفال تعز في المدرسة مجدداً

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

رغم أعمدتها المتضرّرة وأسقفها المُنهارة وأنقاض جدرانها الاسمنتية، عاد الطلاب إلى مدرسة "الوحدة" اليمنية، في أول أيام العام التربوي الجديد هذا الأسبوع، ليستكملوا تعليمهم وسط خراب الحرب.

 

في المدرسة القريبة من تعز، ثالث أكبر مدينة في البلد الفقير الذي مزّقته سنوات من الصراع على السلطة بين الحكومة والحوثيين، لا أبواب ولا نوافذ، ناهيك عن المكاتب وألواح الكتابة الخشبية.

 

ويستخدم الطلاب دفاتر التمارين القديمة لتدوين دروسهم. يجلسون في فصول دراسية مؤقتة برفقة معلمين تحلّوا بالجرأة الكافية لتعليمهم تحت سقوف متداعية، تبدو على وشك الانهيار فوق رؤوس الجميع.

 

وتقع المدرسة في وسط حقل ألغام تمّ تطهيره جزئياً للسماح للطلاب بالعودة.

 

ويُشير علي سلطان، والد أحد الطلاب، إلى جدار كُتب عليه بالأحرف الحمراء "احذروا الألغام" وهو يشرح لوكالة "فرانس برس" السبب وراء القبول بعودة الطلاب لهذه المدرسة.

 

وقال سلطان: "كان الخيار صعباً، إما أن نتركهم في المنزل أو نُواجه خطر إحضارهم إلى هنا للدراسة بين هذه الأنقاض".

 

وأضاف: "مررنا بأوقات عصيبة للغاية"، في إشارة إلى القتال في المدينة الجنوبية الغربية التي تُسيطر عليها القوات الحكومية، لكن الحوثيين يحاصرونها ويقصفونها بشكل عشوائي.

 

وبحسب عبد الواسع شدّاد، مدير التربية والتعليم في محافظة تعز، فإن "ما لا يقلّ عن 47 مدرسة دُمّرت بالكامل في القتال" في مدينة تعز وحدها.

 

وقال لفرانس برس: "في ما يتعلّق بالدمار، حصلنا على نصيب الأسد".

 

وذكر أنه أُجبر على إغلاق تلك المدارس، وتوجيه الطلاب إلى المدارس الأخرى التي يُمكن أن تستوعبهم، حتى لو كانت في حالة سيئة واضطر بعض الأطفال إلى المشي أميالاً للوصول إليها.

 

ضياع جيل

 

في غياب لوح الكتابة، تكتب جميلة الوافي دروس اليوم بالقلم الرصاص على أحد الأعمدة الاسمنتية الذي نجا من الدمار، بينما يجلس الطلاب على الأرض ويتابعونها باهتمام ويُدوّنون الملاحظات بعناية في دفاتر التمارين الخاصّة بهم.

 

وبمجرد انتهاء الحصة الدراسية، يتسلّقون نزولاً سقفاً منهاراً حيث يستخدمونه كسلم للانتقال من الطابق الأرضي.

 

وقالت مديرة المدرسة جميلة الوافي: "لدينا 500 طالب"، داعية "العالم كله لإنقاذ المدرسة التي قد تنهار في أي لحظة.

 

وفي الباحة الخلفية، يقوم الأطفال ببعض التمارين الخفيفة قبل بدء اليوم الدراسي والاصطفاف بهدوء في انتظار الانطلاق.

 

وتقول الأمم المتحدة إن مليوني طفل، من أصل سبعة ملايين في سنّ الدراسة في اليمن، لا يذهبون إلى المدرسة على الإطلاق.

 

وقالت الوافي إنه بالنسبة لمدرسة "الوحدة" ومعلميها وطلابها، فإنّ البدائل محدودة للغاية.

 

وأوضحت: "يُمكنك بالفعل مواصلة العمل في ظل خطر كبير والتوقّف عن خسارة جيل من الطلاب يفتقرون إلى التعليم".