محمد هدار الجبيري
محمد هدار الجبيري

دماء الشهداء.. وعدٌ لم يكتمل بعد

عندما حاولت مليشيات الحوثي وصالح السيطرة على عدن في صيف 2015، وقفت المدينة صفاً واحداً للدفاع عن وجودها وكرامتها. على المستوى الشخصي، خسرّت قبيلة الجبيري أغلى ما تملك، ثلاثة من خيرة رجال القبيلة الأبطال : الشهيد مالك قايد علي الجبيري، والشهيد صبري قاسم راجح الجبيري، والشهيد جبران قاسم راجح الجبيري.  

 

لم تكن تضحيتهم منفصلة عن نسيج المقاومة الجنوبية الجماعية، بل كانت جزءاً من بطولة شعب كامل رفض الخنوع. حملوا السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض، وسقطوا شهداء في شوارع عدن التي أحبوها، مثلهم مثل مئات الأبطال الذين رووا بدمائهم ثرى المدينة.  

 

اليوم، ونحن نحتفي بذكرى التحرير 27 رمضان، لا يكفي أن نرفع الأعلام أو ننشر الصور. الدماء التي سُكبت تستحق أكثر من كلمات عابرة، فهي تُنادينا بمسؤولية التاريخ: أين الوفاء؟. الوفاء الذي يعني تعاهد أسر الشهداء بالرعاية، وملامسة معاناة الجرحى والمعاقين، والسير على نهج من وهبوا حياتهم لترتفع راية عدن.  

 

لن تكون الحرية كاملة، ولن يشعر الشهداء بالراحة في قبورهم إلا حين تُلمس المدينة ثمار التضحيات: ببنية تحتية تعود للحياة، بخدمات تُنعش الأحياء، وبعدالة تُجفف دموع الأرامل والأيتام. الشهداء لم يموتوا، بل صاروا زهورًا تُزهِر في كل شارع حر، وهمسًا يُذكّرنا أن التحرير مسيرة لا تتوقف عند انتصار عسكري، بل تستمر بإصلاح ما دمرته الحرب.  

 

لننسَ أبدًا أن دماءهم كانت الثمن. ولنعملْ كي لا تذهب سدى.

 

رحم الله كافة شهداء أبناء المقاومة الجنوبية.

 

محمد هدار الجبيري