إلى أهلنا الكرام القابعين تحت نير سلطة المليشيات الحوثية، نرفع إليكم هذا الصوت المبحوح، النابع من أعماق قلوب يعتصرها ألم الوطن الجريح. لقد بلغ السيل الزبى، وتجاوزت الأوهام كل حد، تلك الأوهام التي تُحقن بها عقولكم الطيبة وتُزرع في أذهانكم كذباً وافتراءً.
كم يؤلمنا أن نقرأ تعليقات بعض من تبقى من أهلنا في صنعاء وغيرها، وهم يرددون ببلاهة ذات الأسطوانة المشروخة: يتهمون الناشطين والأصوات الحرة في مناطق الشرعية الذين ينتقدون عبث المليشيات بأنهم "مع أمريكا وإسرائيل". أي عقل سليم يقبل هذا الهراء المستفز؟ وأي منطق يسوغ هذا الخلط المتعمد للحقائق، هذا التزييف الوقح للوعي الذي يمارس عليكم؟
دعونا نتحدث بلغة العقل المجرد، بلغة الواقع الملموس، لا بلغة الشعارات الجوفاء والتضليل الممنهج الذي تمارسه المليشيات. القوات أمريكا تتواجد في البحر الأحمر لحماية الملاحة الدولية، وهي قوة عالمية تتصدى لمن يعتدي على هذه الشرايين الحيوية للاقتصاد العالمي برمته. فلنسأل بصدق: من الذي بدأ الاعتداء؟ من الذي هدد حركة التجارة الدولية وعرّض أمن المنطقة للخطر؟ أليست ميليشيات الحوثي هي من أطلقت الصواريخ والمسيرات بتهور أعمى، وعرضت أمن اليمن والمنطقة بأسرها للخطر الداهم؟
تصرخون زوراً وبهتاناً بأننا "مع أمريكا وإسرائيل"! فأين هم الأمريكيون في مناطقنا المحررة؟ لا يوجد جندي أمريكي واحد على أرضنا الطاهرة. بل الحقيقة الصادمة التي تحاولون تجاهلها هي أن التقارير الموثقة تتحدث عن وجود خبراء أجانب، بمن فيهم أمريكيون، في صنعاء الخاضعة لسيطرتكم! هذه ليست افتراءاتنا، بل هي معلومات تتداولها جهات عديدة وموثوقة.
أمريكا لا تحارب اليمن، بل تحارب من يعبث بأمن المنطقة ويهدد مصالح العالم المشتركة. ميليشيات الحوثي بأفعالها الطائشة واعتداءاتها الصارخة على طرق التجارة الدولية هي من جلبت الطائرات الأمريكية والقصف إلى سماء اليمن. هي من فتحت الباب واسعاً للتدخلات الخارجية نتيجة لعدوانها المستمر وعنادها الأعمى الذي لا يخدم إلا أجندات ضيقة وفارغة.
أما إسرائيل، فهي بعيدة عنا كل البعد، وقضيتنا معها تاريخية ومبدئية لا يمكن لأحد أن يزايد عليها أو يشكك في ثوابتها الراسخة في قلوب كل يمني أصيل. لكن ربط هذه القضية العادلة بصراعنا الداخلي المرير هو محض افتراء وتضليل رخيص يهدف فقط إلى تشتيت انتباهكم عن القضية الحقيقية التي يعاني منها كل يمني: استعادة دولتنا المختطفة، وكرامتنا المهدورة، وحريتنا المسلوبة من قبل جماعة لا تؤمن إلا بالخرافات والحروب العبثية التي لا تجلب لليمن إلا الخراب والدمار.
كفى