في زاوية نائية من مديرية الأزارق بمحافظة الضالع، يبرز اسمٌ بات على كل لسان، ليس كمسؤول حكومي أو شخصية سياسية، بل كمندوب للغذاء العالمي نال احترام وحب المجتمع بأسره. إنه صالح جلعوم، الرجل الذي لُقب بـ"الفاضي الأمين"، وبات حديث المجالس ورمزًا للنزاهة والكفاءة في عمل الإغاثة الإنسانية.
لقد مرت سنوات على تولي جلعوم مهامه كمندوب لبرنامج الغذاء العالمي في الأزارق، وخلال هذه السنوات، لم يُسمع عنه سوى كل خير. ففي بيئة غالبًا ما تشهد شكاوى وتحديات في توزيع المساعدات، استطاع جلعوم أن يرسم صورة مختلفة تمامًا، صورة عنوانها الشفافية والعدالة والاهتمام الحقيقي باحتياجات المستفيدين.
يُعدّ جلعوم شخصية اجتماعية بارزة في الأزارق، حيث يتحدث عنه الأهالي بكل فخر وتقدير. وعلى الرغم من بُعد المسافة بين مركز صرف المواد الغذائية والتجمعات السكانية، إلا أن جلعوم لا يكتفي بالبقاء في مكتبه. فهو يتنقل باستمرار ليشرف على فرق التوزيع، متأكدًا من أن المساعدات تصل إلى مستحقيها دون أي عوائق أو تجاوزات. هذا الالتزام الميداني هو ما أكسبه ثقة الأهالي وجعله قريبًا منهم.
من اللافت للنظر أنه في عهد صالح جلعوم، لم تُسجل أي شكاوى من قبل المواطنين بخصوص توزيع المواد الغذائية. هذا الإنجاز يُحسب له بشكل كبير، ويعكس الجهود الحثيثة التي يبذلها لضمان سير عملية التوزيع بسلاسة ونزاهة تامة. وفي شهادة مؤثرة على عدالته، أطلق عليه الأهالي في مركز تورصة بالأزارق لقب "الإمام مالك"، تشبيهًا بالحاكم العادل، واصفين إياه بـ"الحاكم العادل في زمان هذا العصر".
إن قصة صالح جلعوم ليست مجرد حكاية عن مندوب إغاثة، بل هي قصة عن التفاني والإخلاص في خدمة المجتمع، وعن القدرة على بناء جسور الثقة في أصعب الظروف. هي تحية تقدير ليس فقط لصالح نفسه، بل أيضًا لوالدته التي "أنجبت هذا البطل"، كما يصفها الأهالي. جلعوم هو نموذج يُحتذى به في العمل الإنساني، وبرهان على أن التزام فرد واحد يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة آلاف الأشخاص
وينتمي صالح جلعوم من محافظة شبوة الابية ولاكن كسب حبه لدى المواطن في مديريةالازارق التي يعمل فيها كمنسق للغذاء العالمي بمديرية الازارق محافظة الضالع،