لماذا شرع الله الفرح في العيد؛ لأن الفرح جزء من تكويننا الفطري*؛ لاننا بشر نحتاج شيء من اللهو والإنتعاش. وهل بالضرورة أن نفرح وأن نظهر الفرح ؟ نعم قد تكون قلوبنا كلمى وهناك لحظات دفينة حزينة تزاحمنا لكن ضروي من قتل هذه اللحظات وإظهار مشاعر الإبتهاج ؛ والسؤال ما أهمية إظهار هذه المشاعر الإيجابية؟ والجواب النفس تحتاج توازن عاطفي ؛ مثل احتياج الجسم للسكريات والبروتينيات؛ كما أن زيارة العائلة واجتماعها يجعلنا نقوص في ذاتنا المتفرعة هنا وهناك؛ حتى يحصل شيء من التلاحم والتعاون والوقوف لحظة في دائرة العائلة ومستحقاتها .
*أضحية العيد واللباس الجديد ونحوها من الماديات تبقى مظاهر مادية للتعبير عن الفرح*؛ ولذا الشريعة أوصت بثلث الذبيحة هدية والثلث للفقراء؛ وهذا تعبير أن قصد الإجتماع هو محور العملية برمتها.
*والإجتماع والصلاة والذبح والتكبير وتفاصيل الحج والخلفية التشريعية للذبح إتباع سيدنا* إبراهيم كل هذا لتحقيق قصد التوحيد وإفراد العبادة لله تعالى؛ فالصلاة والنسك والموت والحياة لله تعالى؛ حتى لحظات الفرح وتلك الإبتسامة الخلابة؛ وذلك اللقاء العائلي إنما كان لله..( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) الكوثر.. ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)
*دين بهذا المستوى من رعاية المشاعر والأحاسيس واعتبار الإحتياج* البشري تشريعا وتنظيما وترتيبا ألا يجعلنا فخورين به؛ عزيزين به ننتمي إليه بفخر.
*يااارب آمنا بك وكتابك وصدقنا نبيك فخذ بنواصينا لمحبتك واتباع أمرك وجنبنا الفتن؛ وكن معنا حين يشتد الخطب؛ وارنا الطريق حين نفقد البوصلة فأنت الرب ونحن عبيدك؛ وما من دابة الا وأنت آخذ بناصيتها.*