يوما ما شاركت الجيوش العربية جميعها في حرب اسرائيل*؛ وخلال 70 سنة العقلية العربية والإسلامية تعتقد أن اسرائيل دولة محتلة ومغتصبة؛ وجسم غريب في المنطقة؛ وهناك مقدسات شرعية تتبع مليار و700 مسلم ؛ وملايين اللاجئين القابعين في مخيمات خارج فلسطين؛ وهذه المعطيات تمنع أي دولة عربية الانفراد بأي إتفاق ضاربة المبادرة العربية؛ والمبادرة للمؤتمر الإسلامي عرض الحائط ؛ فحتى تطبع أي دولة العلاقة عليها أن تحصل على استفتاء عربي وإسلامي؛ أو على الأقل استفتاء محلي وهذا ما لم يحصل.
*هل تم استشارة دول العالم الإسلامي ماليزيا اندنوسيا باكستان ونيجيريا مثلا* ؛ أو حتى الفلسطينيين انفسهم؛ كيف سأجيب عن صديقي الماليزي الذي سينعتني غدا بالبائع للمقدسات؛ وكيف سنواجه واقع الرفض العام لهذا المشروع من أمهات المسلمين وعالم طويل من مسلمي الهند وكشمير ؛ وأدغال افريقيا.
*الحقيقة لا تتجزأ وترامب واسرائيل لن يغطوا ضوء الشمس بغربال* ؛ اسرائيل جسد دخيل في المنطقة؛ وقانون الحق والعدل أن تقبل اسرائيل على الأقل بحل الدولتين كما هو مشروع المبادرة العربية ؛ ودون ذلك فهو بيع ومصادرة للحق العربي والإسلامي.
*يقولون كانت العلاقة سرية واليوم أصبحت علنية ومن الجميل* ان تكون علنية حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ والجواب سواء أكانت سرية أو علنية فهي تصادم أقل القواعد السياسية والحقوقية وتعتبر افتيات بين يدي أمة الإسلام؛ فلسنا مضطرين للتطبيع وقواعد الشرع والمصالح تؤكد اعتبار الإرادة الأممية.
*حتى في أمريكا ترامب يعد أحمق؛ عنصري*؛ وهناك عشرات الكتابات والتقارير التي تؤكد أنه انتهازي وبلطجي؛ ومن حماقاته تسليم الجولان لإسرائيل وتسليم القدس لاسرائيل؛ وهذه الحماقات المفترض ينظر لها في سياقها وتحجم وتبنى عليها ردود أفعال قوية؛ فالبلطلجة لا تجعل الباطل حقا يوما ما؛ وإن جعلته حقا سيأتي يوما تعود فيه الحقوق وينتصر فيه الحق.
*تعيش الإمارات حربا غير معلنة مع معسكر تركيا والإخوان وقطر*؛ وتريد أن تتقوى بإسرائيل؛ وتأخذ حق الامتياز في الحماية والرعاية؛ كما صنعت اثيوبيا وهي تظن أنها ستحمي ذاتها وليس عندها معرفة تاريخيه بواقع سلاطين الأندلس الذين تحالفوا مع النصارى ثم طردوهم شر طرده.
*يعيش العالم العربي انقسام حاد وجزء من الأراضي العربية أصبح بيد إيران*؛ والمشروع الوحيد الذي يتهاوى هو المشروع العربي مقابل المشروع الإيراني والتركي والإسرائيلي وهناك تسابق في بناء تحالفات دولية للحماية والرعاية؛ والحل ليس بالقفز على قضايا مصيرية استراتيجية تتعلق بالأمة جمعا؛ بل بردم الهوة والحفاظ على الذات العربية والإسلامية ولو بالحد الأدنى.
*نعيش مرحلة تاريخية صعبة؛ وللأسف الكل أصبح متخندق*؛ والدول العربية ستتابع في التطبيع ؛ واسرائيل ستعث في الأرض فسادا ؛ وسيتم خلط الأوراق وصناعة رأي عام عربي حانق على دول التطبيع؛ و هذا سيزيد الهوة بين الشعوب وحكامها وملوكها ويمكن الأعداء من الانقضاض على ما تبقى من مفهوم العروبة والنخوة والإسلام.