مقال الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي د. عبدالعزيز العويشق، المنشور صباح هذا اليوم في صحيفة الشرق الأوسط السعودية تحت عنوان "خطوات عملية مقترحة للمبعوث الأمريكي لليمن"، والذي جاء على صيغة نصائح للمبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ، هو لمن يقرأه بعمق عبارة عن ملخص أولي لرؤية خليجية مستقبلية للأزمة اليمنية.
المقال يضع المخاوف الخليجية على الطاولة، وهي عند التأمل ذات المخاوف التي تعتلج في ذهن القيادة اليمنية والقوى السياسية الوطنية الحاملة لمشروع استعادة الدولة والحريصة على وحدة وسيادة واستقرار اليمن، وأهم تلك المخاوف ما يدور في الأروقة الدولية من محاولات ربط بين الملف النووي الإيراني والأزمة اليمنية، ومخاطر إبقاء أمن البحر الأحمر وباب المندب تحت التهديد الإيراني، ومخاوف من وقف إطلاق النار في ظل انعدام الثقة وغياب الضمانات الدولية، ومساوئ ما تم تجربته من تجزئة الحلول على حساب الحل الشامل، إضافة إلى أهمية خاتمة المقال التي جعلت ما هو مهم من هذه العناصر كلها وهو ضرورة أن ينطلق الحل من أرضية وطنية يمنية.
ليس مستغربا أن يكون لدول مجلس التعاون الخليجي، وللمجلس كمنظمة إقليمية دورا مؤثرا في المستقبل السياسي للأزمة اليمنية، بل المستغرب هو العكس. فالدور الخليجي حاضر في الأزمة اليمنية منذ اندلاعها عام 2011م بإطلاق المبادرة الخليجية، مرورا باشتراك دول المجلس ضمن مجموعة الدول الراعية لمؤتمر الحوار الوطني، وأخيرا التدخل العسكري المباشر في تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية، كل ذلك علاوة إلى ارتباط الأمن القومي الخليجي بالأمن القومي اليمني، وهذا ما يفترض أنه بديهية لدى أي سياسي يمني أو خليجي.
في تقديري أن الطرف اليمني -كقيادة شرعية وحكومة وقوى وطنية- هو المعني بتحريك كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية الممكنة لتحويل هذه الإشارات إلى مشروع رؤية استراتيجية مشتركة مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي. وهذا ما أوصي به القيادة السياسية والحكومة وزملائي قادة القوى السياسية الوطنية.