مر بخاطري قبل قليل قول لبيد بن ربيعة العامري (رضي الله عنه) في بيت سيار شائع على الألسن:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجربِ
وتأملت فيه، وأسقطت مدلوله على نفسي وعلى أهل زماني، ورأيت أن من طبيعة الإنسان عدم الرضا عن حاله وزمانه ومكانه في الغالب، وكلما تقدم به الزمان شده الحنين إلى ماضيه الذي لم يكن راضيا عنه من قبل، ويبقى متعلقا بأمل المستقبل، وكلما استقبلته الأيام عاود الشكوى منها ومن حاله فيها وممن حوله من البشر. لا يوجد زمن جميل وزمن قبيح، لأن الزمن عنصر محايد، وإنما الحسن والقبح مجرد مشاعر داخلية، وما أجمل أن يجتمع الرضا والطموح، فلا يسخط المرء ويبقى مشدودا بالصعود إلى الأعلى، ولا يلتفت إلى الوراء إلا لمداعبة الذكريات والسلام على من مضوا من الأحباب.
نادر سعد العمري ٢٣ رمضان ١٤٤٢