لو كان اعترافها بالحوثي باعتباره امتدادا لدولة الإمامة الزيدية لهان الخطب.
فعلى الرغم من أن دولة المملكة المتوكلية الهاشمية كانت نظاما كهنوتيا عنصريا متخلفا مرفوضا من الشعب اليمني إلا أنها كانت دولة مستقلة ذات سيادة.
أما الحوثيون فإنهم تابعون للفرس، والاعتراف بهم لا يعني إلا الاعتراف بنفوذ إيران على جزء من اليمن مقابل توقيف أنشطتها النووية.
لنترك هذا الأمر ونتحدث عن الجزء من اليمن الذي لا يقع تحت سيطرة الحوثي.
هل هو فعلا ذا سيادة ويعد امتدادا لثورتي سبتمبر وأكتوبر؟
وهل كان اليمن قبل حركة الشعب في 2011 دولة مستقلة ذات سيادة حقيقية كاملة؟
للأسف اتضح جليا أن دولة علي عبدالله صالح مثلها مثل بقية الأنظمة العربية لم تكن ذات سيادة كاملة وإنما كانت سيادة شكلية لإيهام الشعوب العربية أنها تحررت من الاستعمار.
الشعب اليمني والشعوب العربية عموما عندما ثارت على أنظمتها في ربيع 2011 كانت ثورتها بناء على هذا الوهم فلم تكن تدرك أن أنظمتها مملوكة للخارج.
عندما رفعت شعار أن الشعب يريد إسقاط النظام كانت تظن أن النظام بنية فاسدة محلية له سيادة، ولكنها اكتشفت أن النظام مجرد وكالة جديدة لاستعمار غير مباشر جاء على أنقاض الإدارة القديمة أيام الاستعمار المباشر.
بمعنى آخر أن الثورات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين حققت إنجازا ولكنه إنجاز ناقص سرعان ما انقض عليه الاستعمار من جديد بطريقة ملتوية.
المهم إذا أردنا الاعتراف بنا كشعب محترم له سيادة يعيش على أرضه معيشة كريمة فإنه يجب علينا أن نعرف أن الاستعمار لا يعترف إلا بشعوب واعية على قدر من الشجاعة الذكية، تنتزع حقها بوعيها وعلمها وثقافتها وإرادتها وعزمها... وليست الشجاعة الحمقاء المتطرفة الغضبى التي لا وعي لها ويرتد ضررها على الأمة.
والأمل بالله لا ينقطع...
✍: عارف عَبِد