أثارت كلمة المبعوث الأمريكي تيم ليندر كينج الأخيرة جدلا واسعا، وبالذات الفترتين التاليتين:
الأولى: "لقد تحدثت عدة مرات عن شرعية الحوثيين وأن الولايات المتحدة تعترف بهم كلاعب شرعي"
الثانية: "اننا نعترف بأنهم مجموعة حصلت على مكاسب مهمة على الأرض لا يستطيع أحد أن يلغيهم أو يزيحهم من إطار الصراع بالتمني، لذا دعونا نتعامل مع الوقائع الموجودة على الارض"
في اليوم التالي جاء توضيح رسمي من الخارجية الأمريكية، مصححا الفقرة الأولى فقط ومؤكدا للفقرة الثانية. نقتبس بالنص:
أولا: "تعترف الولايات المتحدة، مثل بقية المجتمع الدولي، بحكومة اليمن، وهي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليًا"
ثانيا: "يسيطر الحوثيون على الناس والأراضي في اليمن. كما أوضح المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، ليندركينغ: "لا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع عبر التمنّي فقط، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض".
الذي نفهمه أن توضيح الخارجية قد كشف بجلاء عن الموقف الأمريكي بوضوح، وملخصه:
أن أمريكا لا تزال تعترف بالحكومة اليمنية الشرعية، لكنه اعتراف مشروط بتغيير الوقائع على الأرض وليس على التمنيات.
أرى أن الموقف الأمريكي المعبر عنه عبر الخارجية، ورغم أنه مشروط، لا يزال إلى هذه اللحظة لصالح الشرعية والتحالف الداعم لها، إذا أحسنوا فهم الرسالة التي تصمنها، وهي رسالة مهمة للغاية!
الرسالة هي: أن الشرعية اليمنية والتحالف بقيادة السعودية أمام فرصة لإحداث تغييرات سريعة في الوقائع على الأرض، ما لم فإن أمريكا -وهي الحليف الدولي الرئيس- لن تنتظر طويلا وستدير ظهرها لهما وتتعامل مع ما تراه واقعا جديدا.
السؤال المهم: هل سيتم التقاط الرسالة واستغلال هذه الفرصة الأخيرة عمليا؟!
في اعتقادي ذلك ممكن، إذا تم تغيير في بعض الآداء والأدوات.. وللحديث بقية.