افتتح المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس غروندبرغ إحاطته الأولى هذا اليوم أمام مجلس الأمن بهذه العبارة:
"إن اليمن بلد يتمتع بإمكانيات هائلة، بموقعه على المنافذ بين آسيا وأوروبا، وبين منطقة الخليج وأفريقيا . إن تاريخ اليمن المُبهر من تجارة وثراء حضاري وتنوع هو شيء ما زلت معجبًا به".
هذه العبارة -بغض النظر عن مقصد صاحبها- تلخص سبب طول أمد الأزمة اليمنية، حيث أصبحت ثروات اليمن الهائلة وموقعه الاستراتيجي وثراؤه الحضاري -في ظل تصدع دولته وكيانه السياسي- مغريات جاذبة للقوى الأجنبية الطامعة وساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية وحروب الوكالة.
شيء مؤلم عندما تصبح نقاط قوتك هي سر أزمتك، وهذه معضلة صعبة، لا يمكن الخروج منها إلا باستعادة القرار السياسي أولاً، واستعادة كيان الدولة ثانيا، وحينئذ فقط ستنتهي أزمتنا وسيحترمنا العالم ويتعامل معنا كأمة عظيمة!
أما بدون ذلك فنحن أمام مصير كمصير أولئك السلف اليماني القديم الذين قالوا: (رَبَّنَا بَـاعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ، فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـاهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ) (.. وَبَدَّلۡنَـاهُم بِجَنَّتَیۡهِمۡ جَنَّتَیۡنِ ذَوَاتَیۡ أُكُلٍ خَمۡطࣲ وَأَثۡلࣲ وَشَیۡءࣲ مِّن سِدۡرࣲ قَلِیلࣲ).