يحيى الديلمي شيخ دين على المذهب الزيدي، خطب هذه الجمعة في جامعه في صنعاء، ويسمى جامع الفليحي، وبعد الخطبة حاول الحوثيون اعتقاله، ولكن جماعته حموه، ثم تمكن الحوثيون من اعتقال ولده بحسب الخبر المتداول.
تسير الخطبة في نسق أصول المذهب الزيدي، وفي آخرها وجَّه نقداً شديداً لعبد الملك الحوثي بشأن اختفائه ودعوته السرية التي ينتهجها ... وذكر في خطبته أن عبدالملك الحوثي وأتباعه يذهبون بأولاد الناس إلى بدرومات ويلقنوهم أفكاراً سريّة..
ودعاه إلى أن يخرج إلى العلن و يعلنها صريحة في المدارس والجوامع والجامعات والإعلام، فإن الجيش والأمن القومي والأمن السياسي والأمن العام صارت كلها تخضع له فلم يخاف؟ وممن يخاف؟
ثم ختم الخطبة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وثنى بأمير المؤمنين على بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأنبياء والمرسلين ولم يذكر الصحابة.
الرجل ليس جمهورياً أبداً بل إنه يدعو عبدالملك الحوثي إلى إعلان الإمامة وإلغاء الجمهورية رسميا.
ونقده لعبدالملك ليس لأنه لم يجرؤ على إلغاء الجمهورية، فإنه ذكر أن البدرومات يُلقَّن الشباب فيها أفكاراً سريّة خرافية.
فماذا يقصد بهذه الأفكار السرية الخرافية؟
التحليل الدقيق جدا يحتاج إلى معلومات دقيقة جدا، لكن من دراسة التاريخ ومن معرفة المذاهب الشيعية وصراعاتها فإن الذي نستنتجه من الخطبة أن الاماميين بينهم خلاف شديد... وواضح أنه خلاف زيدي رافضي.
وأن الرجل يدعو عبدالملك إلى إظهار أفكاره صراحة، وبعد ذلك -بحسب قوله- سيناقشونها بالعلن أمام الناس.
المهم يا شعب اليمن حافظوا على جهوريتكم، فإنها أكبر وأهم منجز سياسي تحقق لكم في تاريخ اليمن الحديث، فالدولة ملك للأمة وللشعب ... ليست ملكا للولي الفقيه النائب عن المهدي المنتظر كما يزعم الخميني وحسن إيرلو، وليست ملكا لسلالة الحسن والحسين كما يزعم هذا الخطيب والزيود عموما، وليست ملكا لفرد من الأفراد وعائلته كما يريد الذين لا يحبون شعب اليمن ويستكثرون عليه تملك دولته، ويستغلون جهل هذا الشعب ومنعدمي الضمير من المنتسبين إلى الشعب لإفسادها.
