خطاب الاسترضاء الذي يصدر عن المجتمع الدولي تجاه إيران وهي تشعل الحروب في بلداننا ، وتغتال مستقبل أجيالنا ،وتدمر دولاً بأكملها بات يشجع النظام الإيراني على التمادي في توسيع تدخلاته في بلداننا العربية ، وتكريس مشروعه التوسعي عبر عملائه ووكلائه ممن ارتبطوا بمشروعه الطائفي ، الرافضين للدولة الوطنية ، ونظامها الذي يؤسس لمواطنة تحمي حق الجميع في الحرية والعدل والمساواة .
دلالة هذا الخطاب هو أن على شعوب هذه المنطقة أن تتعايش مع هذا الوضع ، على اعتبار أن إيران حقيقة جيوسياسية ، وهم بهذا لا يفرقون بين ايران كحقيقة جيوسياسية ، شأنها شأن أي دولة أخرى في المنطقة ، وبين نظامها السياسي المؤسس على أيديولوجية دينية طائفية توسعية ، يجري توظيفها في تجنيد وحشد فئات من مجتمعات الدول المجاورة في جماعات طائفية مسلحة تثير الانقسامات ، والكراهية ، والعنف داخل هذه المجتمعات ، وتعرض بالقوة شأمنها واستقرارها لمخاطر تذهب بها إلى حروب مدمرة ، يصبح معها أمن المنطقة مهدداً باضطرابات ونزاعات وكوارث لا نهاية لها . ومع هذا الخطاب الاسترضائي يواصل النظام الإيراني عبثه في المنطقة مستنداً على ما يعكسه هذا الخطاب من دلالة على تجاهل أمن دول المنطقة ، في صورتها الفردية أو الجماعية ، في معادلة الأمن الدولي ، وهو ما يغذي لديه نزعة الاستخفاف بكل ما يقال عن المخاطر الناشئة عن التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لدول مثل اليمن ، والعراق ، ولبنان وسوريا والبحرين ... وغيرها ! وطالما أن المجتمع الدولي لا يقيم وزناً لأمن هذه الدول التي تتعرض للتدخل الايراني في شئونها الداخلية فإن هذا العبث الإيراني سيستمر ولن يجد الرئيس الايراني حرجاً من استمرار المراوغة بتغطية دور نظامه في خلق كارثة اليمن المعاصرة من الدعوة إلى ما أسماه إنهاء "الاحتلال" في اليمن كشرط لانهاء الحرب ، وكأنه لا يعرف أن اليمن لن تكون إلا عربية ، وأن الإحتلال الذي يتحدث عنها هو رذيلة غير عربية .