اليمن..

الحوثيون يستخدمون ورقة المطارات والموانئ لتبرير رفضهم

محليات
قبل 3 سنوات I الأخبار I محليات

يحاول الحوثيون المدعومون من إيران التهرب في كل مرة من الالتزام بوقف إطلاق النار وشن الهجمات على المملكة العربية السعودية بالتذرّع بحجج مختلفة، يراها مراقبون أنها تكشف عن تخوفهم من فقدانهم مناطق سيطرتهم، لاسيما وأن معركة مأرب استنزفتهم بشريا وماديا وعسكريا، وأصبحوا يعانون من نقص المقاتلين والأموال والأسلحة والذخائر.

وطالب المتمردون اليمنيون برفع القيود عن الحركة في المطارات والموانئ الواقعة في مناطق سيطرتهم، قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار في البلد الذي يواجه شبح مجاعة واسعة النطاق.

ويرى مراقبون أن رفض الحوثيين لوقف إطلاق النار هو محاولة لتحسين شروط التفاوض للخروج من معركة مأرب التي أنهكتهم، مشيرين إلى أن اشتراطهم فتح المطارات والموانئ هدفه فسح المجال للسفن الإيرانية لتزويدهم بالسلاح والعتاد.

وتطالب الأمم المتحدة بهدنة فورية وبالعودة سريعا إلى طاولة المفاوضات لإنهاء معاناة أفقر دول شبه الجزيرة العربية المستمرة منذ 2014، وسط جهود أميركية لدفع عملية السلام قدما.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في مقابلة مع قناة "الجزيرة" بُثت مساء الأربعاء إنه يجب "فصل الجانب الإنساني عن الجانب العسكري" قبل التوقف عن القتال.

وأوضح أن "المرحلة الأولى فتح الموانئ والمطارات (…) ثم نذهب إلى عملية وقف إطلاق نار استراتيجي، وهو وقف الغارات والصواريخ والطائرات المسيرة، ثم وقف إطلاق النار، وبعدها التهيئة للحوار، ثم الحوار".

وتابع "طُلب منا وقف إطلاق نار شامل"، مؤكّدا "عندما يفتح الميناء ويفتح المطار نحن جاهزون للتفاوض".

ويفرض تحالف عسكري بقيادة السعودية مؤيد للحكومة المعترف بها دوليا قيودا على الحركة في مطار صنعاء، ويسمح لطائرات المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة فقط باستخدامه، بينما يقوم بعمليات تفتيش دقيقة للسفن المتجهة للموانئ اليمنية.

ويسيطر المتمردون على العاصمة صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني، ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة للملايين من السكان في مناطق الحوثيين.

ويخشى التحالف منذ بداية عملياته في مارس 2015 حدوث عمليات تهريب أسلحة للمتمردين ونقل خبراء ومقاتلين من بلدان أخرى، لاسيما إيران.

وحرّكت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مياه المفاوضات الراكدة منذ تسلّمها السلطة قبل ثلاثة أشهر، وأرسلت مبعوثا إلى المنطقة لتقديم خطط حول استئناف المفاوضات.

وبعدما قال عبدالسلام في وقت سابق هذا الشهر إن المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ "لم يأت بجديد" خلال لقاءات عُقدت في عمان، أعلن في المقابلة أنه "في الأيام الماضية تسلّمنا أفكارا جديدة وسلمنا ملاحظات" عليها.

وأكّد أنّ اللقاءات مع المسؤول الأميركي في عُمان التي تتوسط بين أطراف النزاع، لم تكن مباشرة كما ذكر مسؤولون، رغم أنّه "لا توجد لدينا مشكلة في اللقاءات مع الأميركيين".

وعادت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لتؤكد أن بلادها تقوم حاليا بتكثيف دبلوماسيتها من أجل إنهاء الحرب، وتعمل بلا كلل بالتنسيق الكامل مع المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث، لتهيئة الظروف للأطراف للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع عن طريق التفاوض.

وحذرت غرينفيلد من تجاهل الكارثة الإنسانية المتفاقمة باليمن، مضيفة "أثناء جلوسنا هنا (تقصد في مجلس الأمن) يموت طفل هناك كل دقيقة وربع الدقيقة، هذا هو الجحيم على الأرض كما أخبرنا بذلك الأسبوع الماضي مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي".

وتستعيد الدبلوماسية نشاطها في وقت يرمي الحوثيون بثقلهم للسيطرة على مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة في الشمال الواقعة في محافظة غنية بالنفط، رغم تحذيرات الأمم المتحدة من أن القتال يهدد مئات الآلاف من النازحين في العشرات من المخيمات في المنطقة.

وكثّف الحوثيون هجماتهم على المناطق السعودية المهمة ومنشآتها النفطية، بالتزامن مع هجوم عنيف على مدينة مأرب الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا.

وشن التحالف العشرات من الغارات على العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، وقال إن الغارات تستهدف مواقع تابعة للجماعة.

ويعيش اليمن على وقع حرب دامية بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، وقد وصلت هذه الحرب بالبلد إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.