حرك إشهار ”المكتب السياسي“ للمقاومة الوطنية، المناهضة لميليشيات الحوثيين بالساحل الغربي لليمن، أمس الخميس، المياه السياسية الراكدة في البلد، خاصة في معسكر المناهضين لمشروع الحوثيين، مُشكلًا خطوة ”إيجابية“ هي الأولى في تقاربه مع الحكومة الشرعية، ومع المكونات السياسية اليمنية، وفق مراقبين.
وأكد قائد قوات المقاومة الوطنية، العميد، طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، في كلمته خلال حفل الإشهار، أن المقاومة الوطنية بمكتبها السياسي، ليست بديلة لأحد ”ولسنا ضد الشرعية، ونريد أن نكون جزءًا فاعلًا في مواجهة العدوان الحوثي في معركتنا الكبيرة لاستعادة جمهوريتنا واستعادة مؤسساتنا“.
#طارق_صالح بعد إشهاره ”المكتب السياسي“ للمقاومة الوطنية، يحرك مياه السياسة الراكدة في المعسكر المناهض للحوثيين https://t.co/nPX7fghkzg#إرم_نيوز #اليمن pic.twitter.com/vEcpVMxucj
— إرم نيوز (@EremNews) March 26, 2021
وقال إن المعركة ليست معركة عسكرية فقط، ”فنحن بحاجة إلى السياسي والاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب القبلي والجانب التوعوي والجانب الديني؛ للحفاظ على هويتنا اليمنية وعقيدتنا الصحيحة، للدفاع عن مكتسبات ثورة 26 أيلول سبتمبر و14 تشرين الأول أكتوبر و22 أيار مايو“.
وأشار صالح إلى أن من أهم أسباب تبني العمل السياسي في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، هي ”تجارب سابقة من ضمنها ما حصل في اتفاق ستوكهولم، نحن كنا على أبواب الحديدة كما تعلمون ولولا اتفاق ستوكهولم لكان كامل تراب تهامة محررًا اليوم لكان الناس ينعمون في الحديدة وفي باجل وفي زبيد وفي الضحي وفي كل مناطق تهامة حتى حرض“.
وتابع أنه ”للأسف لم نجد من يمثلنا وقتها في الحوار أثناء الجلوس في السويد، لم يكن موضوع الحديدة ضمن البنود المطروحة كان الموضوع الجانب الاقتصادي والبنك المركزي حصار تعز فتح المطار والميناء والأسرى، أما موضوع الحديدة لم يكن، تركوا كل شيء ووقعوا اتفاق عدم دخول القوات للحديدة وسلام على أساس ترعاه الأمم المتحدة، لكن نحن نشاهد ما يقوم به الحوثي من يوم إلى آخر من انتهاكات وضرب المدن الآمنة“.
ولم تعلق الحكومة اليمنية الشرعية، حتى الآن على هذه الخطوة، في حين يرفض عدد من المسؤولين الحكوميين التصريح لـ“إرم نيوز“، للتعليق حول ذلك، حتى صدور موقف واضح من الحكومة.
لماذا الآن؟
ويقول الصحفي، نبيل الصوفي، السكرتير الإعلامي السابق، للرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، والمقرب من قائد المقاومة الوطنية، في حديث خاص لـ“إرم نيوز“: إن بيان الإشهار تحدث عن مواكبة التطورات المختلفة بعد الانتصارات المستمرة لتحرير الساحل الغربي، على مدى سنوات، على مستوى اتفاق ستوكهولم، وعلى صعيد مبادرة السلام المطروحة مؤخرًا، وعلى مستوى تطور حاجة النضال الوطني للتغير في أدائه السياسي، كانت هذه كلها أسباب أدت إلى إشهار المكتب السياسي.
وأكد أن كل هذه الأسباب تقود للإجابة على التساؤل حول توقيت الإشهار، ”فمنذ العام 2018، والمقاومة الوطنية موجودة في هذه المنطقة، كانت تقوم بمهام عسكرية مستمرة، واليوم فتحت الباب لكي تكتمل المعركة سياسيًا وعسكريًا“.
وفي معرض إجابته عن التساؤلات حول إمكانية أن يصبح هذا المكتب السياسي بديلًا لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرى الكثير من اليمنيين أنه يعيش حالة ”تفكك“، قال الصوفي: إن المكتب السياسي ”ليس بديلًا لأحد، والمقاومة الوطنية تحدثت في خطابها اليوم، أنها تتمنى من كل الأطراف السياسية أن تتشارك معها وتعتبر المكتب السياسي مساحة جديدة وحاملا سياسيا جديدا ننتظر الدخول في نقاشات بشأن التحالفات مع مختلف الأطراف، بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام“.
حق مشروع
وقال المحلل السياسي، محمد جميح، في تغريدة على تويتر: إن ”من حق قوات المقاومة الوطنية تشكيل مجلس سياسي. تشكيل المجلس ينم عن طموح سياسي مشروع. لا داعي لافتعال الفرقة بين من يقاتلون الحوثي. المجلس خطوة في طريق فتح قنوات التواصل بين الحكومة والمقاومة الوطنية. والمؤمل أن ينضم المجلس للحكومة في إطار مؤسسة الشرعية“.
من حق قوات المقاومة الوطنية تشكيل مجلس سياسي. تشكيل المجلس ينم عن طموح سياسي مشروع. لا داعي لافتعال الفرقة بين من يقاتلون الحوثي. المجلس خطوة في طريق فتح قنوات التواصل بين الحكومة والمقاومة الوطنية. والمؤمل أن ينضم المجلس للحكومة في إطار مؤسسة الشرعية.
— د. محمد جميح (@MJumeh) March 25, 2021
كما اعتبر رئيس مركز ”نشوان الحميري“ للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، خطاب قائد المقاومة الوطنية ”خطابا سياسيا متقدما للعميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية حريا أن تلتقطه قيادتنا الشرعية وبقية المكونات الوطنية بعقل سياسي متقدم“.
ووصف نائب رئيس الدائرة الإعلامية، في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، عملية الإشهار بأنها ”خطوة جيدة، على طريق إيجاد مؤسسة سياسية حاملة للقضية في الشمال، بعيدًا عن سيطرة القوى الدينية المتطرفة، سواء كانت جماعة الحوثي أو حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)“.
ترحيب حذر
وقال صالح، في حديث خاص لـ“إرم نيوز“: إن ظهور مثل هذه القوى الوطنية لتمثيل شمال اليمن سياسيًا، يُمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يتعامل معها مستقبلًا. مؤكدًا أن المقياس الوحيد في نظرة المجلس الانتقالي الجنوبي لأي مكون أو قوة يمنية تنشأ في الشمال، ”مرهون ومرتبط بموقف هذه الجماعة وهذه القوة من قضية شعب الجنوب، وبالتالي فإن أي قوة تتعامل معنا بشكل إيجابي، سنكون معها وداعمين لها“.
وعبر عن تمنيه أن تنشط المقاومة الوطنية في انتشال الأوضاع مما هي عليه في شمال اليمن، وأن تؤسس لقوة سياسية حقيقية يمكن التعامل معها، للمجتمع الدولي وبالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وأن تستفيد من أخطاء المكونات اليمنية السابقة، ”بحيث نشهد وجود قوة تتعامل بواقعية مع الأوضاع في الجنوب واليمن، ونبدأ في تأسيس علاقة حقيقية متينة تقوم على احترام الشؤون الداخلية وحقوق شعبنا في الجنوب“.
ويقول المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، العقيد، وضاح الدبيش: إن خطوة الإشهار للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، خطوة جبارة في الطريق الصحيح؛ لأن ”السياسة هي جزء من البندقية، وإن الجميع يعمل بطريقته، كما أن المرحلة تتطلب الآن الجانب السياسي المرافق للجانب العسكري باعتبارهما متلازمين ونواة لهدف واحد، ولن نتخلى عن سلاحنا بأي وسيلة كانت، إلا بتحرير كافة أراضي اليمن“.
وأكد، في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن ”الذراع العسكرية للمقاومة الوطنية، امتداد للشرعية، وكل المكونات والقوى السياسية الأخرى، الهادفة إلى محاربة ميليشيات الحوثيين واستعادة الدولة“.
وأشار الدبيش، إلى أن ”المجلس السياسي للمقاومة الوطنية، جزء لا يتجزأ من الجناح العسكري المرادف للسياسي، وجاء تلبية لمتطلبات المرحلة، وخلال المرحلة المقبلة سنشهد تطورات وتحركات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي“.
وقال ”إن على جميع أبناء الشعب اليمني بكافة شرائحه ومكوناته السياسية بما فيهم الشرعية، إدراك أن إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، لا يعني حشره في نطاق المقاومة الوطنية أو المناطق الخاضعة لسيطرتها، أو سيطرة المقاومة التهامية وقوات العمالقة، بل هو حاضن لجميع مكونات الشعب اليمني“.