من جديد عاد مشهد العنف في فرنسا، إثر عملية إرهابية استهدفت مركز للشرطة في مدينة رامبوييه بضواحي باريس، الجمعة 23 أبريل2021، وراح ضحيتها شرطية.
وكشفت صحف فرنسية عن هوية منفذ عملية الطعن بسكين التي أدت إلى مقتل الشرطية، والذي قتل بعدما أصيب بطلقات نارية أطلقها شرطي، ويدعى «جمال ج» من ولاية سوسة شرق تونس، ويبلغ من العمر 36 عامًا، وقدم إلى فرنسا في عام 2009، وحصل عام 2019 على رخصة إقامة استثنائية ثم بطاقة إقامة في ديسمبر 2020 صالحة حتى ديسمبر 2021، ويعمل سائق توصيل، ويقطن بمنزل وسط مدينة رامبوييه.
اتهامات بالعجز لماكرون
تأتي هذه العملية بعد خريفٍ دامٍ عاشته فرنسا على وقع 3 عمليات إرهابية، ما أثارت حفيظة المعارضة الفرنسية، وانطلقت الدعوات تتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعجز أمام التطرف وعدم القدرة على وضع حد للعمليات الإرهابية.
وتصدر الحادث عناوين الصحف الفرنسية، إذ أشارت إلى أن منفذ العملية كان له تفاعل وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنها تنامي الإسلاموفوبيا، فضلًا عن كونه عضوًا في حملة «احترموا محمد نبي الله».
وحُصرت العمليات الإرهابية، التي تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، خلال شهر رمضان عام 2020، فى 380 هجومًا إرهابيًّا، مقارنةً بـ180هجومًا خلال الأشهر الأخرى من العام نفس، خاصةً أن صعود التنظيم مثّل نقطة تحول كبيرة في مؤشرات الإرهاب بصفة عامة، وبمؤشر العمليات الإرهابية خلال رمضان بصفة خاصة.
أنشطة فرنسا لمكافحة الإرهاب
وبذلت الحكومة الفرنسية الكثير من الجهود لمجابهة الأخطار الناجمة عن موجات الإرهاب، وتحسين الأوضاع الأمنية داخل المجتمع الفرنسي؛ إذ تعمل الحكومة على إعداد نص جديد حول الإرهاب والاستخبارات، يتعلق بوضع تدابير وإجراءات جديدة لمتابعة ملزمة للمتهمين في قضايا إرهابية أو المشتبه بتطرفهم عند خروجهم من السجن؛ حيث سيخضع هؤلاء بمجرد الإفراج عنهم لالتزامات المراقبة أو الرعاية من قبل مختصين في إعادة التأهيل ومتابعة السلوك، وفق قيود حاسمة من أجل إعادة الاندماج واكتساب قيم المواطنة بسلام.
جرائم بحق البشرية
أما عن طبيعة العقيدة الفكرية لتلك الجماعات المتطرفة، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن شهر رمضان المعظم كشف مرارًا وتكرارًا حقيقة تلك العقيدة ومدى زيف دعواتها، ومدى ارتكابها للعديد من الجرائم بحق المسلمين خاصةً وبالبشرية عامةً.
وكان هدف جماعات الإرهاب والتكفير تكدير صفو الشهر الكريم واستغلال انشغال المسلمين بأداء فرائض الصوم والشعائر الرمضانية، من خلال اعتمادها على فتاوى التكفير والتحريم، والتي يتم إطلاقها بشكل متزايد ومتسارع خلال هذا الشهر لتضليل عموم المسلمين عن أداء بعض الشعائر أو الطقوس، أو من خلال إطلاق فتاوى استباحة إراقة الدماء ونهب الأموال والثروات دون وجه حق، وهي كلها فتاوى تعارض وتناقض حقيقة مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة.
واستندت تلك الجماعات في تنفيذ عملياتها الإرهابية خلال شهر رمضان المعظم على مجموعة من الغزوات والمعارك التاريخية التي تمت خلال شهر رمضان، بشكل خاطئ ينتقص لقراءة السياقات التاريخية والاجتماعية التي تمت خلالها تلك المعارك التاريخية.