قمة سعودية - عمانية في الأفق تستبق تغييرات العلاقة مع إيران

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

وجّه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة إلى سلطان عُمان هيثم بن طارق لزيارة المملكة.

وجاء ذلك خلال زيارة قام بها الأحد إلى العاصمة العمانية مسقط وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حاملا رسالة من الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى السلطان هيثم بن طارق لخّصت وكالة الأنباء العمانية محتواها في “استعراض العلاقات الثنائية ودعم مجالات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين ودول المنطقة”.

وربط متابعون للشأن الخليجي الزيارة بالحراك الملحوظ الجاري في الإقليم وما رافقه من حديث متصاعد بشأن تغيير مرتقب في علاقة إيران بدول المنطقة لاسيما المملكة العربية السعودية.

ولفت هؤلاء إلى أنّ زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى عُمان وقبلها إلى قطر جاءتا بعد زيارتين مماثلتين قام بهما وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف إلى الدوحة ومسقط المرشّحتين للعب دور في الوساطة بين طهران والرياض.

ولم تستبعد مصادر سياسية خليجية أن تكون السعودية بصدد تنسيق المواقف مع دول الخليج بشأن الحوار مع إيران وضرورة الحفاظ على سقف محدّد من الشروط التي يتعيّن على طهران الالتزام بها لتطبيع العلاقات معها.

ودارت خلال الفترة القريبة الماضية أنباء غير مؤكّدة رسميا عن عقد الطرفين السعودي والإيراني محادثات على مستوى مسؤولين أمنيين في العراق.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميريكية السبت أن السعودية وإيران تجريان محادثات سرية بهدف نزع فتيل التوتر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين وإيرانيين قولهم إنّ رئيس المخابرات السعودي بدأ الشهر الماضي محادثات سرية مع مسؤول أمني إيراني كبير في بغداد لمناقشة عدة محاور خلافية، بما في ذلك الحرب في اليمن.

توحيد الموقف الخليجي من الحوار مع إيران هدف آني عاجل للسعودية في ظل رخاوة الموقف الأميركي من طهران

وتابعت قائلة إنه “في حين أن الإشارات الملموسة على وجود تفاهم جديد بين السعودية وإيران لم تظهر بعد وقد تستغرق وقتا طويلا، فإن تهدئة التوترات بين الخصمين قد يتردد صداها في البلدان التي يغذي فيها التنافس الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة بما في ذلك لبنان وسوريا والعراق واليمن”.

وأضافت “في حال نجحت المحادثات بين القوتين الإقليميتين يبدأ خفض التوتر في العديد من النزاعات في أنحاء الشرق الأوسط”.

وبينما بدت السعودية في خطابها السياسي غير رافضة لتحسين العلاقة مع إيران من حيث المبدأ، إلاّ أنها لا تبدو في وارد التخلّي عن شروطها التي تتلخّص إجمالا في وجوب تغيير الإيرانيين لسياساتهم القائمة على التدخّل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة وزعزعة استقرارها.

وقال وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الأسبوع الماضي إنّ “إيران دولة جارة ونطمح أن يكون لدينا معها علاقة طيبة ومميزة”، مضيفا “نريد إيران مزدهرة وأن يكون لدينا مصالح متبادلة مع بعضنا، لكن إشكاليتنا معها تتمثل بتصرفاتها السلبية مثل برنامجها النووي أو دعم الميليشيات الخارجة عن القانون في بعض دول المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية”.

وفيما اعتُبر إشارةً إلى وجود جهود فعلية لإطلاق حوار سعودي – إيراني، قال الأمير محمد بن سلمان “نعمل مع شركائنا على التعامل مع هذه الإشكالية ونتمنى أن نتجاوزها وتكون العلاقة طيبة وإيجابية مع الجميع”.

ويقول مراقبون إنّ صياغة موقف خليجي موحّد من الحوار مع إيران قد يكون الهدف الآني والعاجل للسعودية بهدف تجميع أقصى ما يمكن من أوراق القوة لتحسين شروط الحوار، خصوصا وأن إيران تتمتّع في الوقت الحالي بميزة تتمثّل في تساهل واشنطن تجاهها ورخاوة موقف إدارة جو بايدن منها وهو ما يتجلى في الحوار الجاري حاليا بشأن برنامجها النووي في فيينا والذي لا يستبعد أن يفضي إلى رفع جزئي للعقوبات الشديدة المفروضة عليها من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وحضر لقاء وزير الخارجية السعودي ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، وزير خارجية عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي. وقالت وكالة الأنباء العمانية إنّ الاجتماع شهد “استعراض للعلاقات المتنامية الوطيدة بين السلطنة والمملكة انطلاقا من الروابط الوثيقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، كما تم استعراض عدد من القضايا الراهنة المتعلقة بدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والأمور ذات الاهتمام المشترك”.