يقوم وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة هذا الأسبوع بجولة موسعة في الشرق الأوسط تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق ومصر والأردن وقطر.
وهذا الوفد، الذي يترأسه منسق الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت مكغيرك، يشمل موظفين كبارا من وزارتي الدفاع والخارجية، بينهم كبير المستشارين السياسيين في وزارة الخارجية ديريك شوليت، ومعاون وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، ورئيسة مكتب الشرق الأوسط في وزارة الدفاع دانا سترول.
وهذه المجموعة تشكل أعلى مستوى من الزيارات للمنطقة منذ وصل الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض في مطلع العام الجاري.
ومع أن برنامج هذه الزيارة لم يتم الإفصاح عنه على الملأ، إلا أن مصادر صحيفة "العرب" علمت أن الأهداف الأساسية تشمل طمأنة حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط والخليج العربي بشأن التحركات العسكرية الأميركية في الفترة القادمة والتي ستشمل انسحابا وإعادة تموضع للأفراد والعتاد في المنطقة، وكذا إطلاع الحلفاء على خطط واشنطن لجهة العودة للاتفاق النووي مع إيران، والحث نحو تخفيض التوتر مع قطر وتركيا وإيران.
في زيارته للمملكة العربية السعودية، من المرجح أن يكون مكغيرك قد أطلع الحكومة السعودية على مشروع سحب المجموعة الجوية 387 المتمركزة بشكل دائم في قاعدة الأمير سلطان الجوية منذ العام 2003 وتشمل مجموعة من الطائرات القتالية وطائرات الاستطلاع وما يقارب 1300 جندي.
وهذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الانسحابات العسكرية الأميركية من المملكة العربية السعودية والتي قامت صحيفة "العرب" بنشر تفاصيلها الشهر الماضي.
زيارات الوفد الأميركي للشرق الأوسط تشكل أعلى مستوى منذ وصل الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام
كما تمت مناقشة قضية الحرب في اليمن والدور الأميركي المحتمل في المفاوضات المرتقبة بين الحوثيين والمملكة. لكن المحور الأهم في هذه الزيارة دار حول نقاط الاتفاق الجديد المزمع عقده بين إيران والولايات المتحدة في فترة ما يزال فيها أمن المملكة مهددا من قبل إيران وميليشياتها. وابتعد الحوار عن المواضيع خارج المجالين العسكري والسياسي كالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وقضية الخاشقجي.
وفي الإمارات العربية المتحدة، قام مكغيرك بمناقشة مستجدات صفقة طائرات F-35. فمع أن الإدارة الأميركية قامت فعلا بإخطار الكونغرس بموافقتها على البيع، إلا أن القلق الأميركي حول التقارب العسكري بين الإمارات والصين مازال قائما وقد يهدد إتمام الصفقة وتسليم الطائرات مستقبلا. وبالطبع، تمت مناقشة الاتفاق مع إيران وانعكاساته على أمن الإمارات والخليج العربي.
وفي العراق، قام الوفد بالاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى جانب اجتماعه مع الرئيس برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي. ودار الحوار حول الوجود العسكري الأميركي في العراق خلال أسبوع توالت فيه الضربات الصاروخية الإرهابية ضد قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات متعددة الجنسيات.
كما تطرّق الحديث إلى التعاون بين العراق والولايات المتحدة في المجالات الأمنية والاقتصادية واحتياجات العراق لمكافحة وباء كورونا.
وفي زيارته للأردن والزيارة المرتقبة لمصر من المرجح أن يركز الوفد على عملية السلام في الشرق الأوسط والتعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
وفي الوقت ذاته قام السناتور كريس ميرفي من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بزيارة قطر وعمان والأردن، كما التقى بالوفد في العاصمة الأردنية لإطلاعه على نتيجة زياراته.
وصرح ميرفي أنه شعر بالتفاؤل بعد أن رأى تحركات دبلوماسية متعددة في المنطقة شملت الحوار بين السعودية وإيران، وبين تركيا ومصر، ومفاوضات وقف إطلاق النار في اليمن.
ومن الواضح أن الرئيس بايدن جاد في تنفيذ وعوده الانتخابية حول العودة إلى الاتفاق النووي أو إبرام اتفاق جديد، والانسحاب من الشرق الأوسط، لإحياء عملية السلام.
وهذه الزيارة هدفها إبلاغ الأطراف نيّة الولايات المتحدة تحويل هذه الأقوال إلى أفعال والقيام بخطوات ملموسة على طريق رسم خطوط الدور الأميركي في الشرق الأوسط بشكل مغاير لما كان عليه خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.