محادثات مباشرة

الرياض تنتظر ترجمة المحادثات مع طهران إلى أفعال

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية الجمعة إن بلاده تريد أن ترى "أفعالا يمكن التحقق منها" في ما يتعلق بالمحادثات مع إيران.

وأوضح السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، أن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة.

وتمثل تصريحات المسؤول السعودي أول تأكيد علني من جانب الرياض على إجراء محادثات مباشرة مع طهران، بعد قطع العلاقات في العام 2016.

وقال قرملي "إن المحادثات السعودية الإيرانية الحالية تهدف إلى استكشاف سبل للحد من التوترات في المنطقة".

وأضاف "نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند على أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات".

وامتنع المسؤول السعودي عن الإدلاء بتفاصيل بشأن المحادثات، لكن مسؤولين إقليميين ومصادر قالوا إن المباحثات تركزت على اليمن والاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي تعارضه الرياض.

وتتزامن المفاوضات السعودية الإيرانية مع المحادثات الجارية في فيينا بين طهران والقوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قال الأربعاء إن بغداد استضافت أكثر من جولة من المحادثات بين السعودية وإيران، اللتين تخوضان منافسة تحولت إلى صراعات بالوكالة عبر المنطقة بما في ذلك في اليمن.

وقال قرملي إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شرح السياسة السعودية "بوضوح شديد".

وكان الأمير بن سلمان قال الشهر الماضي إنه رغم أن المملكة لديها مشكلة مع "السلوك السلبي" لطهران، فإنها تريد علاقات طيبة مع إيران.

وتصاعد التوتر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعّدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.

وأيدت الرياض قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي لعدم تناوله برنامج إيران للصواريخ وسلوكها الإقليمي. وبعد أن أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، ردت طهران بخرق العديد من القيود النووية.

وتحاول قوى عالمية إجراء محادثات في فيينا لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق. وحثتهما السعودية على التوصل إلى اتفاق أقوى.

ودعمت الرياض وطهران أطرافا متصارعة في لبنان وسوريا، حيث قدمت إيران الدعم للرئيس بشار الأسد.

وتشعر دول الخليج بالقلق من تنامي نفوذ إيران وروسيا وتركيا في سوريا، لاسيما بعد تعليق عضوية دمشق في جامعة الدول العربية في عام 2011 بسبب قمعها للمتظاهرين في بداية الحرب الأهلية.

وقال قرملي إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تفيد بأن رئيس الاستخبارات السعودية أجرى محادثات في دمشق غير دقيقة.

وقال إن السياسة السعودية تجاه سوريا لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن، ومن أجل وحدة سوريا وهويتها العربية.