لا شك أن استمرار التصعيد الحوثي على اليمن ومحاولة استهداف الأراضي السعودية جاء ليؤكد أن هذه الجماعة لا تفهم بالسلام ولا السياسة، ولا تجيد إلا المغامرات والعبث بحياة الناس، فاستمرار رفضها جميع مبادرات السلام ووقف إطلاق النار جاء لتوهم الميليشيا أنها ستساوم بدماء اليمنيين ومعاناتهم للكسب بالسلام ما لم تحققه بالحرب، لكنها لا تدري أنها فقدت كل شيء، وتخسر كل يوم فرص السلام والمجتمع الدولي، وقد باتت منبوذة من الجميع في ظل استخفافها بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته.
إن الأمل بتحقيق السلام في اليمن آخذ في التضاؤل، حيث إن ميلیشیا الحوثي تتسبب كل يوم في تدمير فرصه، إذ أن كافة مراحل الحوار معهم أفضت إلى مزيد من الدماء، فما يجري من انتهاكات فظيعة في اليمن ومحاولة استهداف المنشآت في السعودية يكشف أن هذه الميلیشیا أداة حرب ودمار، ولیست شریكاً مؤھلاً للسلام، وأنها باتت تهديداً لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صارت تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
ميليشيا الحوثي من خلال انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي الإنساني انفلتت من كل القيم والأخلاق والضوابط، وتشكّل خطراً على الحياة الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي إدراك حقيقة هذه الجماعة التي لا يمكن أن تتعايش مع الآخر. ومن الضروري البدء في وضع حد لبطشها بممارسة ضغوط حقيقية لضمان انصياعها للقرارات الدولية ما دام أنهم كانوا دائماً هم الطرف المعرقل للوصول لاتفاق سلام بما يضمن هزيمة مشاريع الدمار والعنف والإرهاب الحوثي.