جميعنا نخطئ في الكلام في بعض الأحيان وينتهي بنا الأمر بقول كلمات غبية، ولا مفر من ذلك، لكن الأشخاص الأذكياء يميلون إلى توخي المزيد من الحذر عندما يتعلق الأمر بالعبارات التي يستخدمونها، لأنهم يعلمون أنه باستخدام عبارات معينة سيقللون من ذكائهم.
وقالت الكاتبة هارلي مانسون، في تقرير نشره موقع "أوارناس أكت" (awareness act) الأميركي، إن الأذكياء يدركون أن الكلمات قوية ولا يمكن سحبها بمجرد التفوه بها، ويفهمون أيضا أن الكلمات التي نختارها يمكن أن تؤثر على الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا، وإذا كانت صورتك مبنية على ذكائك، فيجب أن تكون حريصا على تجنب استخدام العبارات التي تجعلك تبدو غبيا.
أنا ذكي
لا يتباهى الأذكياء بمدى ذكائهم لأنهم يفهمون أن الأفعال أبلغ من الكلمات، يأتي الذكاء بأشكال مختلفة، ولأن شخصا ما ليس في مستواك نفسه، فهذا لا يجعله أقل ذكاء منك.
غني عن القول
عندما تبدأ جملة من خلال الإشارة إلى أنها غير ضرورية، فأنت تدعو الآخرين للتوقف عن الاستماع إليك، إن الأذكياء أعقل من أن يستخدموا مقدمات تحط من ذواتهم في جملهم ويبتعدون عنها بأي ثمن.
لا أقصد الإهانة ولكن
عندما يتم استخدام هذه العبارة، فهذا يعني أنك تطلب من الشخص الآخر أن يحضر نفسه لأنه سيتعرض إلى الإهانة، وفي أغلب الأحيان، يفهم الشخص الذي تتحدث إليه هذا الأمر، حاول تجنب هذه العبارة وابحث عن طريقة أفضل للتحدث مع الآخرين إذا شعرت أن ما تقوله مسيء.
عندما تستخدم عبارة "لا أقصد الإهانة ولكن" فهذا يعني أنك تطلب من الآخر أن يحضر نفسه لأنه سيتعرض للإهانة (غيتي)
لا أستطيع أن أفعل هذا
عندما نقول لأنفسنا إنه لا يمكننا فعل شيء ما، فإننا نعدّ أنفسنا على الفور للفشل، تصبح كلماتنا حقيقة مطلقة بالنسبة لأدمغتنا ثم تصبح نبوءة تحقق ذاتها، بدلا من قول "لا أستطيع"، حاول إيجاد طريقة لتغييرها إلى "أنا أستطيع".
هذا ليس خطئي
بدلا من لعب دور الضحية، سيتحمل الذكي المسؤولية عن الموقف والنتيجة، لا ينكر الأذكياء الفشل وإنما يتعلمون منه لتغيير المسارات ومواصلة العمل على الوصول إلى أهدافهم. وحتى عندما لا يكونون مخطئين بالكامل، فإنهم يقبلون دورهم في المشكل ويمضون قدما.
هذا ليس عدلا
الحياة ليست عادلة، ولكن عندما تقول هذه العبارة، فإنها تجعل الأمر يبدو كما لو كنت تعتقد أنها يجب أن تكون كذلك، وهذا بدوره يجعلك تبدو وكأنك تفتقر إلى الذكاء والنضج. تتماشى هذه العبارة مع "هذا ليس خطئي"، لأنها تبدد قدرتك على تغيير الموقف، بدلا من الشكوى من أن الأمور ليست عادلة، حاول إيجاد طريقة للتكيف والتغلب على العقبة.
أنت.. من أن تكون..!
ذكرت الكاتبة بعض الأمثلة على استعمالات هذه الصيغة، منها "أنتِ أقوى من أن تكوني امرأة!" أو "أنت ألطف من أن تكون رجلا!". إن استخدام عبارات من هذا القبيل يجعلك تبدو غير ذكي على الفور لأنك محكوم بالقوالب النمطية، تفترض القوالب النمطية أن كل الأشخاص المتماثلين جسديا أو ينتمون إلى فئة معينة من الناس يخضعون جميعا لنفس العادات والسلوكيات والمظهر، وهذه ببساطة ليست الطريقة التي يعمل بها العالم.
لا يتباهى الأذكياء بمدى ذكائهم لأنهم يفهمون أن الأفعال أبلغ من الكلمات (شترستوك)
لا أهتم
الأذكياء يهتمون ويتعاطفون للغاية، إنهم لا يستخدمون عبارات مثل "مهما يكن!" أو "أنا لا أهتم"، بدلا من ذلك يتعاملون مع شؤونهم بالتعاطف والرحمة ويعترفون بحساسيات الآخرين.
تبدو..
يفهم الأذكياء أن الإدلاء بتعليقات وقحة مثل "تبدو أكبر سنا" أو "تبدو بدينا" يضر أكثر مما ينفع، وبدلا من الإشارة إلى مدى سوء مظهر شخص ما، حاول معرفة ما إذا كان على ما يرام.
يجب أن يكون هذا مثاليا
أشارت الكاتبة إلى أن الكمال غير موجود، والأذكياء يدركون ذلك، ولا حرج في السعي لتحقيق التميز، ولكن إذا حاولت الوصول إلى مستوى لا يمكن الوصول إليه، فأنت تقوم بتخريب نفسك منذ البداية.
الذكي سيفهم ذلك
عندما تشير ضمنيا إلى أن الأشخاص الآخرين من حولك أغبياء لعدم فهمك، ينتهي بك الأمر إلى جعل نفسك تبدو غبيا.
الجميع يفعلون ذلك
تتذكر الكاتبة قول أمها لها عندما كانت صغيرة "إذا كان الجميع يقفزون من فوق الجسر، فهل ستفعلين ذلك أيضا؟"، ورغم أنها عبارة مبتذلة فإنها لا تزال صحيحة اليوم في كثير من الأحيان، إذا كان جميع الأشخاص الآخرين يفعلون شيئا ما، فربما عليك أن تتردد في أن تحذو حذوهم، يفهم الأشخاص الأذكياء أن الأمر يتطلب ذكاء للتشكيك في الاتجاهات وفي دوافع القطيع.
المصدر : الصحافة الأميركية