جددت الحكومة اليمنية التنديد باستمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في تجنيد اللاجئين الأفارقة للقتال في صفوفها، وعدت ذلك جريمة حرب وانتهاكا للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
التنديد اليمني جاء على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني على خلفية قيام وسائل إعلام الميليشيات قبل أيام ببث مشاهد لتشييع أحد الأفارقة الذين قتلوا في صفوف الميليشيات.
وقال الإرياني إن مشهد تشييع أحد المهاجرين الإثيوبيين والذي بثته قناة المسيرة الحوثية يؤكد استمرار الميليشيات المدعومة من إيران في تجنيد المهاجرين واللاجئين الأفارقة والزج بهم في محارق موت مفتوحة بمختلف جبهات القتال.
ووصف الوزير اليمني في تصريحات رسمية عمليات تجنيد ميليشيا الحوثي الإرهابية للمهاجرين واللاجئين الأفارقة بأنها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وأشار الإرياني إلى أن الميليشيات تتعمد استدراج وتجنيد اللاجئين والمهاجرين الأفارقة بالترغيب والترهيب، لتعويض خسائرها المتصاعدة جراء مغامرتها العسكرية في محافظة مأرب، وفشل حملات الحشد والتعبئة التي تنظمها نتيجة عزوف أبناء القبائل عن الالتحاق في صفوفها.
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الهجرة الدولية بإدانة تجنيد الميليشيات للمهاجرين واللاجئين الأفارقة واستخدامهم في أعمال قتالية، وملاحقة المسؤولين من قيادات الميليشيا وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
وتتهم منظمات حقوقية محلية وأخرى دولية الجماعة الحوثية بمواصلة اعتقال المهاجرين واللاجئين الأفارقة، الذين يصلون إلى اليمن تباعا، وإجبارهم على الانخراط بصفوفها والقتال في جبهاتها.
وبحسب بعض التقارير، فقد سبق أن جندت الجماعة - وكيل إيران في اليمن- المئات من الأفارقة من جنسيات متعددة مثل إثيوبيا والصومال وغيرهم في قتالها ضد الحكومة اليمنية.
وعلى مدى العامين الفائتين، واصلت الميليشيات نهب المعونات والمساعدات الدولية المقدمة للاجئين الأفارقة من جهة، وكذا تدعيم صفوفها بمقاتلين شبان وأطفال أفارقة من جهة ثانية عبر تجنيدهم تحت الضغط والإجبار.
وكانت مصادر يمنية أكدت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة أطلقت حملات التجنيد في أوساط المهاجرين الأفارقة مقابل إغراءات مالية تتراوح بين 80 و100 دولار لكل شخص يوافق على الانخراط في صفوفها.
وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن عدد اللاجئين الأفارقة الموجودين في اليمن يقترب من 200 ألف لاجئ، معظمهم صوماليون وإثيوبيون. وهو عدد يفوق تعداد من كانوا موجودين من قبل. وفق ما تقوله المفوضية.
وفي مارس(آذار) الماضي أقدمت الميليشيات الحوثية على إحراق العشرات من المهاجرين الأفارقة في مركز اعتقال في صنعاء، وهو الحادث الذي حاولت الجماعة أن تلقي باللائمة فيه على بعض مجنديها.
وحينها ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الجماعة عرضت على اللاجئين التجنيد في صفوفها للقتال، مقابل راتب شهري لكل شخص، وحين رفضوا أمرت عناصرها بإلقاء قنابل حارقة على مركز الاحتجاز، ما تسبب في مقتل وإصابة نحو 170 شخصا.