غلاء الأكفان والقبور في تعز.. معاناة تلاحق السكان حتى بعد مماتهم

محليات
قبل 4 سنوات I الأخبار I محليات

"الذي لا يملك قيمة قبر وكفن، هل يرمي بالميت إلى الشارع".. تتساءل أم ناظم وهي محاطة بالحرقة والألم في مدينة تعز، والتي يتجرع سكانها أشكال المعاناة حتى بعيد مماتهم.

وارتفعت أسعار الأكفان والقبور أخيرا بشكل كبير، بالتزامن مع وفاة العشرات بفيروس كورونا، والحميات الفيروسية، و الامراض المزمنة، إلى جانب مخلفات الحرب.

كما ازدهرت تجارتها في المدينة والتي يكدس تجارها، ولأول مرة، كميات من الأكفان الجاهزة والأقمشة الخاصة بها على واجهات محلاتهم، كما يضعون لافتات تتعلق بأسعارها .

ورصدت عدسة موقع بلقيس ذلك إلى جانب توثيقها عملية حفر قبور كثيرة باستخدام معدات خاصة، وذلك خلافاً للسابق حيث كان يقوم شخص بالحفر، وهو أمر يفصح عن حجم الكارثة التي تشهدها تعز.

وارتفع سعر الكفن الواحد من 2000 إلى 25 ألف ريال، فيما وصلت قيمة القبر الواحد إلى 45 ألف ريال.

وفيما ينفي التاجران عوض عبدالله و علي الحميري وصول سعر الكفن في محليهما إلى أكثر من عشرين ألفا، يقول الأخير لـ"بلقيس": قيمة الكفن مع ملحقاته لدي لا تتجاوز 9 آلاف، وذلك مقارنة بسعره سابقاً والذي لم يتعد 3 آلاف ريال.

تلاعب واضح

ووصل جشع وتلاعب التجار إلى حد بيع الكفن بأربعة وعشرين ألف ريال، طبقاً لعاقل أحد الأسواق يدعى بسام العديني، والذي لفت إلى وضع بعض التجار تسعيرة محددة لا تتجاوز 6 آلاف لكفن الرجل و7 آلاف أو 8 آلاف لكفن المرأة.

وأشار إلى تخاذل السلطة المحلية والتي تترقب موت السكان ببطء جراء غلاء الأسعار، داعياً إياها مع التجار إلى الرأفة بالمواطنين.

وذكرت مصادر متطابقة أن الكفن كان في السابق بألفين، و لفة القماش التي تقص لكفنين بألفين وخمسمائة، أما حالياً فقد استغل بعض التجار وصول سعر اللفة إلى 10 آلاف ليرفعوا سعر الكفن إلى 25 ألف ريال.

إلى ذلك، أكد المواطن محمد غالب، تلاعب التجار بأسعار الأكفان والتي ارتفعت بنحو عشرة أضعاف لدى بعضهم، منوهاً إلى استمرار معاناة المواطنين حتى بعد مماتهم، وتزداد حيرتهم كما تكثر تساؤلاتهم حول كيفية التعامل مع الجثامين في ظل هذه الأوضاع.

و تشكوا الحجه سلامة من ارتفاع أسعار القبور إلى 45 ألف ريال مع تزايد أعداد الوفيات جراء كورونا والحميات، وهو ما تؤكده أم ناطم، متسائلة: كيف نفعل بموتانا؟ هل نرميهم إلى الشارع؟ والذي لا يملك المال، ماذا يعمل؟.