مع انتظار الكثيرين لعودة الحياة الطبيعية بعد أزمة كورونا، وعودة السفر إلى ما كان عليه، يتخذ بعض محبي السفر من ركوب الطائرة كمتنفس وانتقال من الأجواء الروتينية إلى عالم آخر، مستغلين كل اللحظات للاستمتاع بأجواء الهدوء.
إلا أن قلقا حقيقيا قد يبرز عندما يكتشفون أن الطائرة مكتظة بالأطفال، فينتابهم الشعور بالإزعاج، خاصة أن الأطفال لا يمكن ضبطهم في الطائرة، زيادة على ذلك أن صراخهم وبكاءهم أثناء الرحلة، قد يصل لإزعاج مضيفي الطيران إن تركهم أهلهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم.
ضبط الأطفال في الطائرة
حول هذا الموضوع، تنوّه خبيرة الإيتيكيت والبروتوكول سوزان القاسم إلى أن الطفل الذي يبلغ من العمر 4 سنوات أو أقل، فيما أهله سيسافرون فقط لمدة قصيرة، يمكنهم تركه في المنزل إن وُجد من يهتم به من أسرته بدلاً من أن يُشعرهم بالعبء النفسي وعدم الراحة في الحركة والتنقل.
أما بخصوص الأطفال البالغ عمرهم من 4 - 5 سنوات، وهم غالبا معتادون على الحركة والجري سواء في بيتهم أو في الحديقة، وحسب المساحة المتاحة لهم، فإن ركوبهم الطائرة يولد عندهم حالة من الضيق والضجر، كانت قد تولدت مسبقا منذ مرحلة الانتظار والاصطفاف بالطوابير والحجوزات وكافة الإجراءات إلى حين وصولهم الطائرة، لذلك نجدهم في أماكن الانتظار يقومون بالركض واللعب بين المسافرين؛ ما يسبب حرجا لأهلهم، نتيجة نظرات الإزعاج من المسافرين.
ومن أجل ذلك، ترى القاسم ضرورة توزيع الأدوار والمهام على أفراد الأسرة المسافرين من أجل الاهتمام بالأطفال تلافيا لأي إزعاج أو صوت قد يصدر منهم، والأهم أن يمتلك الأهل بعض الأدوات المسليّة قبل السفر، وأثناءه كي لا يشعروا بالملل.
أدوات بحوزة الأم
أدوات عديدة يُفترض أن تكون بحوزة الأم أثناء الصعود إلى الطائرة، كالألوان والألعاب التكنولوجية والقصص القصيرة، بحيث تقرأ له قصة قصيرة للانشغال بأحداثها كنوع من تبديل حالة خوفه من ركوب الطائرة أو حالة الملل من ضيق المساحة والتحرك، ومن جهة أخرى، يُفترض أن تحتوي حقيبتها على بعض الفواكه والبسكويت والأطعمة الخفيفة التي يفضلها.
أما فيما يتعلق بملابسه، فيفضل أن تحتاط بمجموعة ملابس أخرى يمكن تبديلها إن قام بتوسيخها أثناء الأكل وتناول الوجبات.
التعامل مع الأطفال الرضع
إذا كان الطفل رضيعا، فيتوجب على الأم أن تحمل معها مستلزمات الرضاعة والإسعافات الأولية والمناديل المعطرة عند غيار ملابسه وحفاضاته، وفق القاسم.
وحبذا لو كان مع الأم "كرسي النوم" خشية نومه قبل الصعود إلى الطائرة، ومن الجيد إن وُجد من يعاونها في حمله والتحرك به وصولاً إلى الطائرة.
التزامات أخلاقية أخرى
وبشكل عام، على المسافرين الذين يصطحبون أطفالهم معهم، الحفاظ على مقاعد الطائرة من أي أذى، وأن تكون بحوزتهم بعض الأكياس لوضع أية نفايات فيها، خصوصا أن كثيرين يخلّفون وراءهم من النفايات ما هو مرفوض جملة وتفصيلاً.
وفيما يتعلق بحاجة الطفل إلى الحمام، فتشير القاسم، إلى أهمية مرافقة الأم له ومتابعته للتأكد من نظافته بعد الاستخدام، كونه لا يعرف كيف يتم تنظيفه.
كيف يتصرف المسافرون الآخرون؟
أما بخصوص المسافرين الآخرين المنزعجين من هؤلاء الأطفال، ينبغي عليهم، من وجهة نظر القاسم، أن ينبهوا أهلهم حول الإزعاج الصادر منهم، والحذر من الكلام مع الطفل أو زجره، لعدم إدراك ما يقوله الآخرون، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، وفي حال قيام الطفل بضرب المقعد الأمامي بقدميْه، وهو ما يؤثر على الجالسين أمامه، عندئذٍ يمكن الطلب من مضيفي الطائرة بتغيير المقعد، دون أية تعقيدات ولا إحداث مشاكل.
وبتقدير القاسم، ليس من اللباقة بمكان، مجادلة موظفي الطائرة حول مسافري الدرجة الأولى ومدى الاهتمام بأطفالهم من حيث تقديم بعض الألعاب لهم وتمييزهم بالخدمات، كما لا يجوز عقد أية مقارنة معهم، خصوصا أن سعر تذاكر الدرجة الأولى عادة ما تكون أغلى بكثير من الدرجة السياحية، لذا، فإن أي امتيازات يحصلون عليها هي مدفوعة الثمن، ويتم تجهيزها وتحضيرها لهم قبل السفر.