نجاح السنة الأولى من الزواج.. هل يضمن استمراريته واستقراره؟

اختيار المحرر
قبل 4 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

السنة الأولى من الزواج هي تلك الفترة الحرجة والحساسة للزوجين وخلالها يمران بالكثير من الاختبارات والتحليلات التي تظهر لمن حولهما إما زواجهما سينجح ويستمر أو أن الطلاق لا بد منه ويبقى الوسيلة الأنجع لإنهاء حياتهما بهدوء وسلام.

إن التعامل مع هذه المرحلة بما يساعد على استمرارية هذا الزواج لما يحتويه من تعقيدات في البداية، أمرٌ غاية في الأهمية، ويتطلب منهما القيام ببعض السلوكيات الصحيحة المُرضية لهما جراء صعوبة التعامل مع شخصية الطرف الآخر وفهمه واحتوائه كسبب أول، كما ترى الأخصائية النفسية والتربوية الدكتورة سوزان السباتين.

أما السبب الآخر بحسبها، فيتعلق بتعرض الزوجيْن لضغوطات خارجية من الأهل إلى جانب المسؤوليات الجديدة المُلقاة على عاتق كل منهما، خصوصا أن السنة الأولى مرحلة تحوّل وانتقال من فترة العزوبية وما يميزها من عدم تحمل المسؤولية والخروج مع الأصدقاء والسفر والتنزه دون أي قيود أو ضغوطات إلى حياة جديدة أكثر ما يميزها تعدد الطلبات والالتزامات والمسؤوليات نحو الآخر.

مرحلة حذِرة

كل المراحل التي يمرّ بها الشخص في حياته هي مرحلة صعبة ومعقدة في بداياتها، وتحتاج للكثير من الوعي والفهم والقدرة على التعامل مع المشكلات المرافقة لها، والأعقد من بينها مرحلة الزواج وخصوصا في عامه الأول.

ولا يمكن اعتبار مرور تلك السنة من الزواج بنجاحٍ دليلا قاطعا على استمراريته؛ فكثيرا ما نسمع عن حالات طلاق وقعت بعد مرور عدة سنوات، كان سببها وفق مطّلعين، تراكم المشاكل في السنوات الأولى والصمت عنها، وعدم السعي إلى حلّها ومناقشتها والقضاء عليها أولا بأول، كما ترى السباتين.

إذاً المشكلة الحقيقية تكمن بتراكم المشكلات منذ السنة الأولى، وبالتالي ربما صعوبة اتخاذ قرار من أحد الطرفين بالانفصال خشية مواجهته بالرفض من أسرته ومحيطه، أو الضغط والاقناع الدائم أن هذه المدة ليست كافية للحكم على توافق الأمور، ويحتاجان مزيدا من الوقت لمعرفة طباع بعضهما وتقبلها أكثر.

التفهُّم سيد الموقف

رغم وجوب اتفاق الطرفين قبل الزواج في كافة التفاصيل المتعلقة بحياتهما الصغيرة والكبيرة، والعمل على تنظيمها وما يترتب عليها، فهي دعوة من الأخصائية السباتين لهما في انطلاقة زواجهما بمحاولة تفهُّم كل طرف للآخر واحتوائه، ومناقشة المشكلات بينهما وحلها أولا بأول بعيدا عن الآخرين، مهما بلغ حجمها، وكي لا تتراكم مع الوقت، وبالتالي يصعب معالجتها.

والأهم، اتفاق الطرفيْن على عدم السماح لأي شكل من التدخلات الخارجية سواء من الأهل أو الأصدقاء، مقابل التحلي بالصبر والتروي حال اتخاذ أي قرار.

كما يجدر بهما، تقديم بعض التنازلات والتسامح واختيار الوقت المناسب لمناقشة مشاكلهما، والتغاضي عن هفوات الآخر وزلاته كي تستمر الحياة الزوجية بكل سكينة ومودة وهدوء.