الرجل أم المرأة؟.. هكذا تعرفون من الأكثر نكدا؟

اختيار المحرر
قبل 4 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

هو الاتهام القديم الدائم من الرجال للنساء بأنهن الأكثر نكدا وأنهن بارعات في اختلاقه وتنويع أسبابه، فمن يقتنع بهذا؟.

حسب الدراسات المتخصصة، لا فرق بين الرجل والمرأة في مستوى النكد؛ فالأمر نسبي؛ لأن النكد نتيجة حتمية لطريقة تفكير وتصرفات وانفعالات مكبوتة من طرف تجاه الطرف الآخر، وهو أيضا أمر طبيعي بسبب الاختلاف بين الجنسين ويتمحور باختصار حول سببين هما "سوء الظن" و"سوء الفهم"، حسب التحليل النفسي الرائج.

الأخصائية النفسية ومدربة التنمية الذاتية سحر مزهر، ترى أن أول مسبب للنكد هو عدم الوعي والإحاطة بالاختلافات بين الرجل والمرأة في التفكير وفي التعبير عن المشاعر وفي الاهتمامات وفي الاحتياجات وكيفية التعبير عنها.

ولأن لكل من الجنسين طريقة مختلفة عن الآخر، فإن عدم الوعي بهذا الاختلاف يجعل الطرفين يسقطان في فخ النكد، لسوء الظن وفهم الآخر.

مزهر وهي تسترسل بالأسباب، تنوه إلى ما أثبتته الدراسات بأن المرأة العزباء أسعد من الرجل العازب وهو ما قد يفسره البعض بأن سبب نكد الزوجة هو الزوج، لذلك قبل أن يقال زوجة نكدية يلزم الرجوع بالذاكرة إلى الوراء للتأكد ما إذا كانت نكدية وهي عزباء أم لا؛ فإن كانت تتسم بذلك، فلها طريقة في العلاج، أما إذا لم تكن كذلك إلا بعد الزواج، فهذا يحمل العديد من التفسيرات.

"نكدة" ما بعد الزواج

 

img

عندما تصبح الزوجة "آلة من النكد" حسبما تصفها مزهر، فمرد تلك الحالة بإيجاز إلى أنها جعلت من زوجها محور حياتها، وكامل تركيزها وإنجازاتها تنحصر به وحده، فيما هي تريد منه بعض الاهتمام والاحتياجات، فيهرب؛ لأنه لم يفهم عليها، أو لأنه لا رغبة لديه في تلبيتها بالوقت والطريقة اللذين تريدهما، كونها لا تمثل له ذات الأهمية التي تحملها نحوه.

ولأن المرأة لا تعي طبيعة الرجل الذي يفهم الأمور بعمومياتها، لا تستوعب بعض تصرفاته وتخطئ بفهمها. فهو إن رأى أن الأمر غير مستعجل، يلغيه أو يؤجله حسب وقته وراحته؛ حتى لا يستنفد طاقته في إنجاز الأمور كما تفعل هي؛ وهذا يولد الكثير من المشاكل والنكد لعدم مكافأتها وتقديرها مقابل ما تقدمه له، فيزداد نكدها ثم نفورها.

أعباء ومسؤوليات كثيرة ومنهكة تستنزف طاقة الزوجة وكيانها ومشاعرها أيضا، وهو ما يؤدي لرفع هرمونات التوتر والغضب بجسدها الرقيق؛ فتصبح متوترة وغاضبة؛ لأنها تُسعد غيرها على حساب ذاتها، كما ترى مزهر.

وبهذه الحالة تكون الزوجة على فوهة بركان، وأي كلمة ستجعلها تنفجر بالصراخ والبكاء أو الانسحاب، فيما زوجها يرميها بوابل من صفات النكد والإزعاج، ناسيا أنها ليست بحاجة إلا لحبه وتقديره ودعمه.

لم تغفل الأخصائية مزهر أن يكون انعدام الحوار الصريح بين الزوجين سببا لنكدها؛ فالمرأة بطبعها لا تعبر عن احتياجاتها وما يغضبها بصراحة، بينما لا يفهم أغلب الرجال لغة التلميح ولا التخمين ولا يتفاعلون إلا مع التصريح الواضح والتكرار الذي قد لا تستسيغه الزوجة في إبلاغه بما تريده وما تحتاجه، معتقدة أن زوجها قد فهم احتياجاتها وحده.

ويزداد الوضع تعقيدا عندما يبخل الزوج بعواطفه ويحرمها من حقوقها ويسمح بتدخل أسرته بها، ولا يشبع احتياجاتها جنسيا، وهذا الأمر معروف لدى ذوي الاختصاص بأنه من مسببات جعلها امرأة "نكدة".

هل من حل؟

تعتقد الأخصائية مزهر أن حل هذه المسائل يتطلب من الزوجة التصريح وبكل وضوح عن رغباتها وحاجاتها، وتنصحها بأن لا يكون زوجها أهم المحاور في حياتها، وليكن لها عالمها ومجتمعها الخاصان، إلى جانب ممارسة هواياتها وطموحاتها، أن تكون لنفسها قبل أي أحد، وأن لا تعلق سعادتها على زوجها، هي أكثر ما تنصح به مزهر، وحينها ستلمس نتائج ذلك، أولها اقترابه منها، بالإضافة إلى الوعي بأن سعادة أهل البيت هي مسؤولية جميع من في المنزل وليست مسؤوليتها وحدها، وهذا ما يدعوها للتوازن، وتفويض أعمال البيت ومسؤولياته لكافة الأفراد، حفاظا على جسدها ونفسيتها بحال أفضل.

وتختم مزهر بالقول: "المرأة كائن لطيف يحتاج الاهتمام والحب والحنان والدعم، فليكن لها زوجها محبا حنونا محتويا ومقدرا، تكن له كل شيء".