تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد، وما تبعه من إجراءات حجر في زيادة استخدام الهواتف المحمولة بصورة عامة، والأطفال بصورة خاصة، بسبب طول الإجازة الصيفية وحاجتهم لشغل أوقات فراغهم.
ولفت تقرير لصحيفة "المصري اليوم" إلى خطورة الإفراط في استخدام الأطفال للهواتف المحمولة وتأثيره السلبي على صحتهم وأعصابهم على المدى البعيد.
قال الدكتور ثابت تاج الدين، استشارى طب الأطفال: "كلما زاد عدد الساعات التى يقضيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين أمام المحمول زاد احتمال تعرضهم للتأخر فى الكلام"، مضيفا: "يكون مخ الأطفال وخلاياهم العصبية غير مكتملة ويمكن أن تؤثر الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهاتف المحمول على الجهاز العصبى لهم".
وتابع: "يمكن أن تؤدى تلك الموجات إلى حدوث اضطرابات فى النوم، خصوصا للمراهقين فى حالة استخدامه قبل النوم مباشرة، إذ إن مخ الأطفال يمتص 60 في المئة من حجم طاقة الموجات المنبعثة من الموبايل أكثر من البالغين بمرتين، نظرًا لأن عظام الجمجمة أقل سمكا، وكذلك طبقات الجلد، بالإضافة إلى أنسجة المخ نفسها الأقل مقاومة لتلك الإشعاعات".
وأوضح: "يكفى أن نعرف أن استخدام دقيقتين فقط من الحديث عبر الهاتف يؤثر على مخ الطفل ما يقرب من ساعة للكبار، ويمكن أن تؤثر هذه الإشعاعات على قدرة الطفل على التعلم فى حالة الاستخدام لفترات طويلة".
ويقول استشاري طب الأطفال المصري: "الضوء الصادر عن الأجهزة الإلكترونية يعرض العين للإجهاد ويصيبها بالتجاعيد والهالات السوداء حول العين والشيخوخة المبكرة، كما يمكنها أن تؤدى إلى الإصابة بالضمور البقعى الذى يمكن أن يتسبب بفقدان البصر، ويؤثر بشكل كبير فى شبكية العين"، مضيفا: "يمكن أن يسبب مشاكل في النوم كالأرق إذا لعب الأطفال بالأجهزة الذكية قبل فترة قليلة من النوم".
© PHOTO / PIXABAY LICENSE
خطر لا يتوقعه أحد... اكتشاف تهديد يتعرض له الأطفال بسبب الهواتف الذكية
وتابع: "لحماية أعين الأطفال خلال اللعب بالمحمول يفضل أن يريح الطفل عينه بالنظر بعيدا عن الجهاز لمدة 20 ثانية كل نصف ساعة على الأقل"، مضيفا: "الأطفال أصبحوا يعانون من مشاكل فى العظام، التي كانت تقتصر على البالغين خلال العقود الماضية، ولكن فى عصرنا الحالى أصبح الأطفال يعانون من نفس المشاكل بسبب استخدام المحمول لفترات طويلة".
ويقول: "تزيد هذه الأجهزة الضغط على الأعصاب، والأربطة، وعضلات وفقرات العمود الفقرى مما يزيد الشعور بالألم فى الظهر والرقبة والصداع، وقد يعرض الطفل إلى الإصابة بالتهاب الأوتار".
ولفت ثابت تاج الدين إلى أن "المشاكل النفسية التى قد يتعرض لها الأطفال والمراهقون بسبب اتصالهم الدائم والمستمر بالهواتف الذكية هى الأكثر أهمية وتأثيرا"، مضيفا: "يمكن أن تؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار وقلة الثقة بالنفس ما يتسبب فى الكثير من المشاكل النفسية والعصبية والانعزال الذي يمكن أن يصل إلى حد التوحد".