التزم أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت الجمعة، بمن فيهم ممثل روسيا، تكريماً لجميع ضحايا الحرب في أوكرانيا في الذكرى الاولى للغزو الروسي.

وبادر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في نهاية خطابه إلى الوقوف طالباً التزام دقيقة صمت "في ذكرى ضحايا العدوان" الروسي، قبل أن يقف السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا بدوره من أجل "جميع ضحايا ما حصل في اوكرانيا منذ 2014". غوتيريش وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي عن أسفه للمعاناة التي شهدها الأوكرانيون طوال عام وشملت القتل والدمار والعنف الجنسي والتهجير والاختفاء القسري، ولخصها في بضع كلمات: "حياتهم جحيم حقيقي".

وذكر أن النزاع "تسبّب في قتل ودمار وتشريد على نطاق واسع"، وأدى إلى "معاناة لا توصف".

وشدّد على أن "الحياة جحيم حقيقي للشعب الأوكراني" قبل أن يصف بالتفصيل المعاناة التي تثقل كاهل الأوكرانيين.

وأوضح أن نحو 17,6 مليون شخص، أي نحو 40% من السكان "بحاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية"، مشيراً إلى أن 40% أيضاً من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

وأضاف غوتيريش "تسبّبت الحرب في أزمة هجرة في أوروبا غير مسبوقة منذ عقود"، مع وجود أكثر من ثمانية ملايين لاجئ في أنحاء أوروبا ونزوح أكثر من خمسة ملايين داخل البلاد.

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن "أكثر من نصف الأطفال الأوكرانيين أجبروا على ترك منازلهم"، مشدداً على مخاطر "العنف والإيذاء والاستغلال" على بعض هؤلاء الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم.

ووثّقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "عشرات حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ضد رجال ونساء وفتيات"، ناهيك عن "مئات حالات الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين".

وأشار أنطونيو غوتيريش إلى أن "البنية التحتية تضرّرت: فقد دمّرت أنظمة المياه والطاقة والتدفئة وسط شتاء قارس".

وأردف "لذلك نحن بحاجة إلى السلام، سلام وفق ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكداً أن هذا الميثاق ليس "حبراً على ورق" بل "جوهر ماهيتنا".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "الأسلحة هي التي تتحدّث اليوم، لكن في النهاية نعلم جميعاً أن الدبلوماسية والمساءلة هما الطريق إلى سلام عادل ودائم".

وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس بأغلبية واسعة قراراً يدعو إلى سلام "عادل ودائم"، ويطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا.

لكن مجلس الأمن الدولي حيث لروسيا حق النقض (الفيتو)، لم يتخذ أي قرار بشأن هذه القضية رغم عقده أكثر من 40 جلسة في عام واحد.

أوكرانيا وأكد وزير الخارجية الأوكراني أننا "سنقاوم وسننتصر وسيخسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وتوجّه إلى روسيا قائلاً: "ستمثلون أمام المحكمة الدولية . إن القصف الروسي حرق ملايين الهكتارات من الغابات في بلادنا".

ورأى أنه "يجب دفع روسيا لمغادرة محطة زابوريجيا النووية"، لافتاً إلى "أننا وضعنا خطة للسلام هدفها إخراج روسيا من بلادنا".

مندوب روسيا اعتبر المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، الذي غادر بعد كلمة وزير خارجية أوكرانيا، أنه "لا يجب إعطاء امتيازات لأوكرانيا على حساب بلادنا".  ورأى في كلمة له أن "مشاركة وزير خارجية أوكرانيا في الجلسة سابقة". وقال: "المجلس لديه تناقضات كبيرة وانتماءات جيوسياسية، ولا توجد قيمة مضافة لتوسيع عضويته".   وحصل اشتباك بالتصريحات بين الجانبين خلال الجلسة.   الولايات المتحدة أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه "لا يمكن لأي دولة في مجلس الأمن أن تتحدث عن السلام وهي تدعم روسيا عسكرياً". وأضاف: "لن نقبل أي سلام يضفي الشرعية على الأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا. ويجب أن نضغط نحو سلام عادل". وأشار إلى أن "روسيا سرقت 6000 طفل من أوكرانيا".  وتابع: "أوكرانيا صمدت رغم أن قوات روسيا أكبر وأقوى، وبوتين فشل في السيطرة على كييف".