أكد الصحفي فتحي بن لزرق أن تصريح وزير الخارجية اليمني محسن شايع بشأن عدم وجود أي اتفاق سياسي يتناول فكرة "حل الدولتين" في اليمن، لا يُعد موقفًا سياسيًا بل يعكس الواقع القائم، مشددًا على أن كلام الوزير يستند إلى اتفاقات ومباحثات رسمية موثقة.
وأوضح بن لزرق في مقاله أن الوزير شايع لم يقل سوى الحقيقة الواضحة للجميع، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي اتفاق سياسي بين الأطراف اليمنية، سواء المجلس الانتقالي أو الحكومة الشرعية، ولا بين دول التحالف، ولا حتى بين الدول الكبرى الراعية للسلام في اليمن، يتحدث عن ما يسمى بـ"حل الدولتين".
وشبّه بن لزرق تصريحات الوزير بموقف بائع متجر لا يبيع الأجبان، حين يُسأل عنها فيجيب ببساطة: "لا نبيع أجبانًا ولا توجد لدينا"، مؤكدًا أن الوزير تحدث انطلاقًا مما هو متاح وموثق رسميًا.
وأضاف أن تصريحات شايع لا تعني أنه وحدوي أو انفصالي، بل تعكس رؤية دبلوماسية واقعية وواضحة، داعيًا من يعارضه إلى تقديم أي اتفاق رسمي مكتوب يناقض ما قاله، متسائلًا في ختام مقاله: "فهل يستطيعون؟"
وكان الزنداني قد قال في حوار مع صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، إن ما يسمى بمقترح "حل الدولتين" في اليمن غير مطروح فعليا على أرض الواقع.
وصرح الوزير "نحن في اليمن نتحدث دائما عن وجود شراكات وطنية حقيقية، ونسعى لمعالجة كل القضايا المتعلقة بمصالح اليمنيين بمختلف أطرافهم، بحيث يتم البحث عن حلول متوازنة وعادلة تلبي احتياجات الجميع".
وأفاد بأن القضايا الموجودة في اليمن حاليا تتجه في الغالب لمواجهة عدو مشترك وهم الحوثيون، وهناك بالتأكيد تباينات وبرامج سياسية ومطالب مختلفة لكل قوة من القوى الفاعلة.
وأردف بالقول: " نعتقد أنه بالإمكان معالجة هذه التباينات وتسويتها ضمن إطار وطني، بما يتيح تجاوز تأثير المليشيات الحوثية، لأن أي حل آخر خارج هذا الإطار سيكون غير ممكن أساسا نظرا إلى الظروف الحالية والمعقدة التي تمر بها البلاد".
واختتم تصريحاته بالقول: "لذلك، بالنسبة إلينا، لا توجد أي مقترحات قائمة أو خطوات فعلية بشأن حل الدولتين، وما يتم تداوله في هذا الصدد لا يعكس الواقع السياسي في اليمن أو موقف الحكومة الشرعية تجاه هذا الأمر".
