ارتفع الذهب عالميًّا بشكل ملحوظ للأسبوع الثاني على التوالي ليعود إلى مستويات الـ 2000 دولار للأونصة في ظل استمرار الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن مع ظل استمرار التوترات في التصاعد في الشرق الأوسط، ليأتي ارتفاع الذهب على الرغم من المستويات القياسية لعوائد السندات الحكومية، وارتفع الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2. 5% ليربح 48 دولار ويغلق عند المستوى 1980 دولار للأونصة، بعد ان سجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر عند المستوى 1997 دولار للأونصة.
وكشف تقرير جولد بيليون، أن الذهب ارتفع خلال تداولات جلسة الجمعة بنسبة 0.4% وسجل أعلى مستوى منذ 23 مايو الماضي ليستكمل أربع جلسات متتالية من المكاسب، وارتفع الذهب منذ بداية الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني بنسبة 8% ليربح 148 دولار للأونصة، وذلك بدعم من الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الحالية في الشرق الأوسط والتخوف من توسع رقعة الحرب ودخول أطراف جديدة.
وترى جولد بيليون، أن ارتفاع الذهب جاء أكبر من توقعات الأسواق في الأسبوعين الماضيين، خاصة أن هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع حفاظ رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول على موقفه المتمثل في أنه سيبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت وأبقى الباب مفتوح لرفع جديد في الفائدة هذا العام.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول صرح يوم الخميس في النادي الاقتصادي في نيويورك إن البنك المركزي ملتزم بخفض التضخم إلى 2٪، ووافق من حيث المبدأ أن ارتفاع عوائد السندات يعمل على التشديد النقدي كبديل للفائدة، وقد ساعد هذا على دفع عائدات السندات طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً حيث ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات الأسبوع الماضي بنسبة 6.6% وسجل أعلى مستوى عند 5% وهو أعلى مستوى منذ 2007.
أما عن الدولار الأمريكي فقد شهد تراجع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك في ظل تركيز الأسواق مع عوائد السندات والذهب كاستثمارات للملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي. وأشار تقرير جولد بيليون إلى أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت الذهب على ارتفاعه أيضاً خلال هذا الأسبوع، فقد انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في الولايات المتحدة S&P500 خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4% ليسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، الأمر الذي ساعد على انتقال جزء كبير من الاستثمارات في الأسهم إلى سوق الذهب.
من جهة أخرى ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي للأسبوع الثاني على التوالي وسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 90 دولار للبرميل في ظل المخاوف من انقطاع امدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط حيث يعمل ارتفاع أسعار النفط الخام على زيادة ضغوط التضخم في الأسواق العالمية، الأمر الذي يزيد من الطلب على الذهب كتحوط ضد التضخم. هل يستمر الذهب في الارتفاع؟أكدت جولد بيليون، أن الذهب يرتفع الآن عكس التيار ومن المرجح أن ينفد قوته عاجلاً وليس آجلاً، حيث يقترب الذهب الآن من منطقة التشبع الشرائي، مما يجعله عرضة للانعكاس تحت ضغط العوامل الأساسية مثل ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار.
البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي قد تعمل على بعض التقلبات في الأسواق خلال الأسبوع القادم الأمر الذي قد يدفع الذهب إلى التصحيح السلبي خاصة بعد وصوله تقريباً إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة والذي قد توجد عنده العديد من عمليات البيع لجني الأرباح.