أمريكا تطلب من الصين الضغط على إيران لكبح هجمات الحوثيين

محليات
قبل 6 أشهر I الأخبار I محليات

رغم تواصل الضربات الأمريكية البريطانية، منذ أكثر من أسبوعين، على أهداف عسكرية تابعة لمليشيا الحوثيين في اليمن، تبحث واشنطن عن دور صيني يقوم بالوساطة، لحثّ إيران على كبح الهجمات الحوثية على السفن التجارية في ممرات الملاحة الدولية.

 

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة، أثارت الأمر مرارًا مع كبار المسؤولين الصينيين، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لممارسة ضغوط على إيران، تدفع الحوثيين إلى وقف هجماتهم، "لكنها لم تتلق أي مؤشر يذكر".

 

وتربط الصين علاقات تاريخية بإيران، تعمّقت مؤخرًا نتيجة سياسات واشنطن تجاه الدولتين، في ظل مساعي بكين إلى لعب دور سياسي أكبر في المنطقة؛ وهو ما يمنحها تفرّدًا وأفضلية في إمكانية التفاوض مع طهران، لوقف هجمات ذراعها في اليمن على السفن التجارية.

 

واستبعد خبير الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن تطلب واشنطن من بكين التوسط لإيقاف هجمات الحوثيين في المياه الدولية.

 

وقال الذهب لـ"إرم نيوز"، إن "المسألة مرتبطة بمصالح مشتركة، فالصين التي تعتبر المورد الأكبر لأوروبا والمنطقة، متضررة من الهجمات الحوثية كغيرها من الدول، والكبار دائمًا ما يتحدثون عن المصالح"، مضيفًا أن "هناك نقاشات بين الولايات المتحدة والصين، حول الأمن الاقتصادي والغذائي والبحري في المنطقة، ومن الوارد أن تتطرق هذه المباحثات إلى حثّ إيران لدفع حلفائها الحوثيين، إلى كفّ هجماتهم على الممرات الدولية للملاحة وتدفق سلاسل الإمداد والشحن".

 

وأشار إلى "عدم وجود أي قنوات مباشرة بين الحوثيين والصين، قد تدفع الولايات المتحدة لطلب التوسط الصيني، وأن أمريكا لديها القوة التي يمكن استخدامها لحمل الحوثيين على الإذعان لوقف التهديدات، وبالفعل، استهدفت مكامن التهديدات على نحو محدود، لإضعاف قدراتهم، وقد يبدو ذلك مرتبطًا كذلك بمسألة توازن القوى المحلية، وعملية السلام في اليمن".

 

وعقب الضربات العسكرية الأمريكية البريطانية على أهداف حوثية في اليمن، عبّرت الصين عن قلقها المتصاعد إزاء التوترات في البحر الأحمر، ودعت الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس، منعًا لتوسّع الصراع.

 

وأبدت الخارجية الصينية، استعداد بكين للتواصل مع جميع الأطراف، وتهدئة التوترات، بهدف الحفاظ بشكل مشترك على أمن الممر المائي الدولي.

 

ولا يستبعد المحلل السياسي، حسام ردمان، "انفتاح واشنطن على كل منافذ الوساطة لتخفيف التصعيد"، وقال إن "الكرة في ملعب طهران".

 

وقال ردمان لـ"إرم نيوز"، إن "الرد الغربي على سلوك الحوثيين في البحر الأحمر، شمل سمتين أساسيتين، الأولى أنه رد اضطراري، بمعنى أن من دفع الأزمة إلى حافة الهاوية كانت إيران، وهي من جعلت الأمريكان والبريطانيين يضطرون للرد على تنامي سلوك الحوثيين المزعزع للأمن الدولي في البحر الأحمر، وعليه فإن الغرب ليس لديه أجندة مبيتة لتوسيع الصراع، وإنما يريدون أن يحققوا معادلة ردع".

 

وأضاف أن "السمة الأخرى للرد الغربي اعتمدت الردّ المرن والمحدود، وقد حاول الغرب توظيف جملة من أدواته الصلبة والناعمة لتغيير سلوك الحوثيين وليس القضاء على قدراتهم، بالتالي لا يستبعد أن يكون الأمريكان منفتحين على كل المنافذ لتخفيف التصعيد".

 

وأفاد ردمان بأن "الأخبار إن صحت حول طلب أمريكي لوساطة صينية، فإن لذلك عدة دلالات، أهمها أن واشنطن لم تعد تعتمد على الوسطاء الإقليميين لإنجاز مهمة كهذه، وهو الدور الذي لطالما لعبته سلطنة عمان، وثانيًا أن بكين وواشنطن لديهما مصلحة مشتركة بخفض التصعيد في البحر الأحمر، وهذا أنساهما التنافس الجيوسياسي بشكل مؤقت، لمصلحة استعادة الاستقرار".