تحقيق لـ«هآرتس» يكشف تفاصيل استخدام إسرائيل الفلسطينيين «دروعا بشرية»

عربي ودولي
قبل 3 أشهر I الأخبار I عربي ودولي

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، أن الجيش يستخدم المدنيين الفلسطينيين كـ"دروع بشرية" لتفتيش الأنفاق والمباني في غزة.

 

ووفق تحقيق لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن "سلسلة من المصادر تشهد على الحوادث التي تقع مرارا وتكرارا، بعلم كبار الضباط، قالت إنه يتم إحضار سكان القطاع الذين لا يشتبه في ضلوعهم في العمليات إلى وحدات مختلفة، ويحتجزون مثل المعتقلين، ثم يرسلون أولا لتفتيش الأنفاق والمنازل قبل دخول القوات".

 

وأضافت أنه يقال لهم "سيكون من الأفضل أن تنفجروا بدلا من الجنود".

 

وفي التحقيق المثير أشارت الصحيفة إلى أنه "في البداية من الصعب التعرف عليهم. عادة ما يكونون في العشرينيات من عمرهم، محاطين بجنود من رتب مختلفة، وعادة ما يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكن نظرة فاحصة ستكشف أن أقدامهم عادة لا تغطيها أحذية عسكرية بل أحذية رياضية، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم ووجوههم تعبر عن الخوف".

وقالت: "هؤلاء فلسطينيون تم استخدامهم دون أي خيار في وحدات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهدفهم واحد: أن يكونوا دروعا بشرية للجنود في عملياتهم".

 

ونقلت عن جنود إسرائيليين: "قالوا إن حياتنا أهم من حياتهم، وأنه في النهاية من الأفضل لجنودنا أن يكونوا على قيد الحياة على أن ينفجروا من عبوة ناسفة".

 

وبحسب الصحيفة فإن "هذا يحدث في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء قطاع غزة، بمعرفة كبار الضباط، وحتى مكتب رئيس الأركان".

 

وطبقا للشهادات فإن الجنود يحددون المدنيين الغزيين "المناسبين" للمهام وينقلونهم إلى الألوية والكتائب العاملة في قطاع غزة.

 

وقال مصدر في الجيش الإسرائيلي للصحيفة: "المستويات العليا تعرف ذلك".

 

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي صدم عندما انتشرت في شبكات التواصل مقطع فيديو يظهر فلسطينيين بزي الجيش الإسرائيلي أياديهم مقيدة ويربطونهم بكاميرات ويرسلونهم إلى المنازل المدمرة وفتحات الأنفاق.

 

وقالت: "غضبت الإدارة الأمريكية من اللقطات، ولكن وفقا لنائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل: "قالت إسرائيل والجيش الإسرائيلي إنهما يحققان في الحوادث وأن ما حدث في مقاطع الفيديو هذه لا يعكس قيمهما وينتهك الأوامر والإجراءات".

 

ولكن الصحيفة نقلت عن جندي إسرائيلي سبق وأن استخدم فلسطينيين كدروع بشرية قوله: "هذا صحيح، إن رد الجيش الإسرائيلي الذي لا يعكس الواقع تماما. لقد تم ذلك على الأقل بعلم قائد اللواء".

 

وأضاف: "يعرف الجيش الإسرائيلي أن هذا ليس حادثا لمرة واحدة يتعلق بقائد سرية شاب يقرر من تلقاء نفسه أخذ شخص ما".

 

ووفق التحقيق فإنه "من المحادثات التي أجرتها صحيفة هآرتس يتضح أن معظم المجندين هم من الرجال الأكبر سنا. ومع ذلك، هناك أدلة على أنه في بعض الحالات تم استخدام المراهقين أو كبار السن أيضا".

 

وأضافت: "تعتبر الكفاءة في اللغة العبرية ميزة للجيش الإسرائيلي، وعند إرسالهم إلى المباني والأنفاق يطلب منهم تقديم تقارير إلى القوات في الخارج".

 

كما نقلت عن جندي إشارته إلى أنه يقال للمدنيين الفلسطينيين: "قم بمهمة واحدة لتطهير مدخل النفق وسيتم إطلاق سراحك".

 

واستدركت الصحيفة: "ومع ذلك، فإن هذا الوصف ليس دقيقا بالضرورة، فعلى الرغم من أن بعض الفلسطينيين مطالبون بالبقاء مع الوحدة "فقط" 24 ساعة، إلا أن آخرين يبقون لمدة يومين أو حتى أسبوع.

 

ويقول الجندي: "عندما تكون في هذا الشيء، لا تعرف ما هو مقبول، ما هو مؤكد هو أنه شعور فظيع".

 

وقالت الصحيفة: "الأحداث الموصوفة في المحادثات مع صحيفة هآرتس وقعت في أجزاء مختلفة من قطاع غزة، لكن النمط كان مشابها جدا".

 

ونقلت عن جندي قوله إنه "في أحد الأيام، عندما وصل هو وأصدقاؤه إلى منزل قائد اللواء، رأى شخصا غير مألوف يمشي ذهابا وإيابا، يرتدي الزي الرسمي، بدون سترة ويرتدي حذاء رياضيا، يرافقه جنود يحرسونه".

 

وأضاف: "تم الطلب من الجنود مرافقته طوال الوقت، بما في ذلك إلى الحمام، وتزويده بالطعام".

 

وأشار الجندي إلى أنه في هذه المرحلة لم يفهم بعد ما يدور حوله الأمر، وتساءل هو وأصدقاؤه عما إذا كان من الممكن أن يكون سجينا ربما أصبح متعاونا، لكن في اليوم التالي فهموا سبب وجوده هناك حقا.

 

وقال: "كان مطلوبا من القوة الخروج وتفتيش نفق في منطقة، لكن عندما نظر الجنود إلى الشاشة، أدركوا أن الفلسطيني قد تم إرساله، وكان يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، ويداه مكبلتان خلف ظهره، وهناك كاميرا مثبتة على جسده.

 

وأضاف الجندي: "سمعوا أنفاسا عميقة جدا، بدا وكأنه كان خائفا بعض الشيء".

 

وتابع: "عندما أثيرت أسئلة، حاولوا شرح أن الفكرة الكبيرة هي أنه إذا كان المنزل مفخخا، أو إذا كان هناك كمين أو مسلحون في المنطقة، فعليهم قتله وليس الجنود".

 

كما قال جندي في نفس القوة إن هذا شيء تكرر.

 

وأضاف: "قبل كل نشاط، كانوا يخرجون الدرع البشري قبل أي شخص آخر بعشر دقائق وينتظرون ".

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه "في الأشهر الأخيرة، فضل الجيش الإسرائيلي عدم التطرق رسميا إلى هذه المسألة، على الرغم من حقيقة أنها تأتي في المحادثات بين كبار الضباط".

 

وقالت: "وفقا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة "هآرتس"، فإن كبار المسؤولين الذين كانوا على علم باستخدام المدنيين في غزة يشملون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي. وليس هو فقط، فإن اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية، يعرف أيضا".

 

وقال مصدر عسكري: "في كل نقاش أثيرت فيه هذه القضية، كان هناك قادة حذروا من الآثار الأخلاقية والقانونية إذا تم الكشف عن القضية للجمهور".

 

وقال جندي إسرائيلي: "الظاهرة ليست جديدة، ولم تبدأ فقط في الأسابيع الأخيرة، ولكن قبل ذلك بكثير".

 

وأضاف: "قبل حوالي خمسة أشهر، تم إحضار فلسطينيين إلينا، كان أحدهما في العشرينيات من عمره والآخر يبلغ من ا

لعمر 16 عاما، وقيل لنا: استخدموهم، إنهم من غزة، استخدموهم كدروع بشرية".