بينما لا تزال جهود الوسطاء مستمرة رغم العثرات العديدة والشديدة التعقيد، أملاً بإيجاد حل يوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي وتبادل الأسرى مع حماس، دعت الولايات المتحدة، إلى الإسراع وإظهار المرونة بهدف إبرام اتفاق.
"التفاوض هو الحل"
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في تصريحات للعربية/الحدث مساء أمس الثلاثاء، أن أولوية بلاده تنصب الآن على إطلاق سراح الأسرى، مضيفا أن إنقاذهم ممكن.
كما شدد على أن الطريق الأمثل لذلك هو التفاوض.
أما عن قرار واشنطن توجيه اتهامات جنائية إلى كبار قادة حماس، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، فلفت إلى أن بلاده تولي أهمية للقبض على المطلوبين وإحضارهم من أجل محاكمتهم على جرائمهم.
وعن فشل التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر، فأشار ماثيو إلى أن جولات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن التسعة لم تفشل، بل وافقت فيها إسرائيل على اقتراح سد الثغرات، وفيم بقيت موافقة حركة حماس، معتبراً هذا تقدّماً.
كما اعتبر أن هناك عدة تفاصيل تنفيذية كان يحتاجها الاتفاق لضمان التزام الأطراف بالتزاماتها، مؤكداً أن بلاده تواصل العمل للوصول إلى الحل.
مقتل الأسرى في غزة يشق صف الحكومة الإسرائيلية
إلى ذلك، رفض المسؤول الأميركي التعليق عن معضلة ممر فيلادلفي وكلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول التواجد بالضفة الغربية، لكنه أكد أن واشنطن كانت واضحة تماما بشأن غزة، والضفة الغربية وحل الدولتين.
جثث أسرى ثانية
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن الأحد، أنه عثر على جثث 6 محتجزين في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، زاعماً أنهم قتلوا "من مسافة قريبة" قبل أن يصل الجنود إليهم.
في حين حمّلت حماس إسرائيل مسؤولية مقتل الأسرى، حيث قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، أبو عبيدة، في بيان الاثنين إن "إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقة يعني عودتهم إلى أهلهم في توابيت".
كما أكد إصدار تعليمات جديدة لحراس الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب الجيش الإسرائيلي من مكان احتجازهم، في إشارة ربما إلى القضاء عليهم.
وتشهد إسرائيل منذ الأحد احتجاجات رافقها، الاثنين، إضراب جزئي في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية، على خلفية العثور على جثث الأسرى.
في حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن نتنياهو لا يبذل جهوداً كافية للتوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين من القطاع.
غير أن نتنياهو رفض ما سمّاه "الرضوخ" للضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يتيح الإفراج عن المحتجزين لدى حماس، مؤكداً عزمه على مواصل الضغط العسكري على الحركة في القطاع، ومكررا تمسكه بالبقاء عسكرياً في محور فيلادلفي الحدودي مع مصر.